الأحد، 29 سبتمبر 2013

hggi



الجمعة، 27 سبتمبر 2013

اتحاد الصفحات الكبرى ضد الانقلاب


 
انتظر حتى تظهر كل الصفحات
 هام جدا : تأكد بعد الضغط انه تم الاعجاب

كل الصفحات مهمه جدا فاعجب بيها كلها

===============================

وايضا صفحات رائعه مهمه جدا


لو صفحتك تفاعلها كويس ابعت رساله لصفحة Ultras R4bia ➍➍➍➍

===============================

يسعدنا دعمك للقنوات الرافضه للانقلاب



الأحد، 8 سبتمبر 2013

اقوى رد على المغنى على الحجار ل احنا شعب وانتوا شعب


   الصفحة تتكون من
1- الصفحات الرافضه للانقلاب والداعمه للشرعيه ( نتمنى الاعجاب من فضلك لدعهما )
2- اقوى رد على المغنى على الحجار ل احنا شعب وانتوا شعب 
3- قنوات رافضه للانقلاب وتعرض لهم الفديوهات لرفض الانقلاب من فضلك اعجب بها

الموضوع الاول ( من فضلك اعجب بالصفحات )
كل الصفحات مهمه جدا فاعجب بيها كلها
انتظر حتى يتم تحميل كل الصفحات من فضلك


لو صفحتك تفاعلها كويس ابعت رساله لصفحة Ultras R4bia ➍➍➍➍
=======
تعليقا علي علي الحجار وانتوا شعب واحنا هضطر اقول ليه علي
الحقيق المره
فعلا احنا شعب وهما شعب مصر زمان كانت ماشيه في البطال وانجبت شعبهم ابن الحرام
شعب متلون بلا دين ولا مبادئ لا ضمير شعب عبيد يحب جلاده ويلعق البيادات
شعب يتخذ من حكامه الهه شعب ما يعرفش

نص التحقيقات فى قضية أحداث الاتحادية الأولى، التى أحيل على أثرها الرئيس المعزول محمد مرسى


   الصفحة تتكون من
1- الصفحات الرافضه للانقلاب والداعمه للشرعيه ( نتمنى الاعجاب من فضلك لدعهما )
2- نص التحقيق للدكتور ممحد مرسى نتمنى من الله ان بفك ضيقه وكربه
3- قنوات رافضه للانقلاب وتعرض لهم الفديوهات لرفض الانقلاب من فضلك اعجب بها

الموضوع الاول ( من فضلك اعجب بالصفحات )
كل الصفحات مهمه جدا فاعجب بيها كلها
انتظر حتى يتم تحميل كل الصفحات من فضلك


لو صفحتك تفاعلها كويس ابعت رساله لصفحة Ultras R4bia ➍➍➍➍
=======
الموضوع الثانى ( التحقيق + صور التحقيق فى نهاية الصفحة
 
نص التحقيقات فى قضية أحداث الاتحادية الأولى، التى أحيل على أثرها الرئيس المعزول محمد مرسى و14 آخرون إلى محكمة الجنايات بينهم عصام العريان ومحمد البلتاجى

وأحمد المغير وأسعد شيخة وأحمد عبدالعاطى وعبدالرحمن عز وعلاء حمزة، واستبعدت التحقيقات رئيس ديوان الرئيس المعزول السفير محمد رفاعة الطهطاوى، بعد أن كشفت التحقيقات عدم تورطه فى الأحداث من قريب أو بعيد.

 الجزء الثانى من التحقيقات فى قضية أحداث الاتحادية الأولى، وهى التحقيقات التى

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

مرسي من القصر إلى السجن.. معلومات تُكشف لأول مرة


   الصفحة تتكون من
1- الصفحات الرافضه للانقلاب والداعمه للشرعيه ( نتمنى الاعجاب من فضلك لدعهما )
2-  مرسي من القصر إلى السجن.. معلومات تُكشف لأول مرة
3- قنوات رافضه للانقلاب وتعرض لهم الفديوهات لرفض الانقلاب من فضلك اعجب بها

الموضوع الاول ( من فضلك اعجب بالصفحات )
كل الصفحات مهمه جدا فاعجب بيها كلها
انتظر حتى يتم تحميل كل الصفحات من فضلك


لو صفحتك تفاعلها كويس ابعت رساله لصفحة Ultras R4bia ➍➍➍➍
=======

الموضوع الثانى
 مرسي من القصر إلى السجن.. معلومات تُكشف لأول مرة

2013-9-3 | الرئيس مرسي من القصر إلى السجن.. معلومات تُكشف لأول مرة
بقلم: اللواء أحمد سامح / لواء في القوات المسلحة المصرية - القاهرة

1 - تعرّض الرئيس المعزول إلى ثلاث محاولات للإطاحة به؛ إحداها حينما سافر الى

الثلاثاء، 3 سبتمبر 2013

حلم العرب الاكبر


حلم العرب الاكبر

1- العراق و مصر يستخدما الفيتو ضد طلب التدخل العسكري في الولايات المتحدة الامريكية من قبل الروسيا و الصين لفض الحرب الاهلية بين
السود و البيض هناك بحجة انها صراح داخلي.

2-سوريا و الجزائر و المغرب يقوون اسطولهم من الغواصات بغواصة (استبرق) العربية و التي تشارك في تطويرها الدول التي سلف ذكرها.

3-الصومال تقطع المساعدات الاقتصادية الى فرنسا لاسباب غير معروفه.

4-فلسطين الحبيبة تحتفل بالذكرى الخامسة و العشرين من تحرير ارضهم بالكامل من اليهود و طردهم.

5-العراق و سوريا يصنعان مقاتلة من الجيل الثالث عشر تفوق المقاتلة الروسية التي هي من الجيل الثاني عشر و يعلنان انها ستدخل الخدمة عام 2060.

6-البرلمان الليبي يمنع تصدير طائرات مقاتلة الى بريطانيا بحجة حفظ التقنية الليبية.

7-تونس و موريتانيا يعلننا عن دبابة متطورة جدا من طراز (سيف الله) و انها تستطيع السير بسرعة كبير تصل الى 440 كم في الساعة و في جميع الظروف.

8-دول التعاون الخليجي تطور منظومة الدفاعة الجوي من طراز (مسعود) و هي منظومة تستطيع كشف الطائرات من الجيل الثاني عشر و يصل مداها الى 1000كم.

9-السودان تحتفل بذكرى التوحيد من جديد.

10-كل من مصر و الجزائر تطوران صاروخ جديد عابر للقارات يصل مداه الى 15000كم مع قدرته على التخفي و المناورة و هذا يضاف الى الترسانة الصاروخية لدى البلدين و روسيا ابدت تخوفها من هذا الصاروخ لقدرته على حمل 20 رائسا نوويا.

11-اليابان تستجد بالدول العربية من انتهاكات جمهورية كوريا الموحدة و جيبوتي و جزر القمر تقرر التدخل العسكري و دعم اليابان بمعدات متطورة وذلك حفظا للامن العالمي.

12-العراق يحث الامم المتحد على اتخاذ قرار ضد السلطات التركية و ذلك لكثرت انتهاكات حقوق الانسان . و رئيس الوزراء التركي ينفي اي انتهاكا لحقوق الانسان مع تحفظه بمنع بعث الامم المتحدةفي الدخول الى السجون للتحقيقه بذلك.

13-المانيا تدعو لرفع العقوبات على خلفية البرنامج النووي و مصر تصر على عدم رفع العقوبات الا بعد توقف البرنامج نهائيا . و قال رئيس مصر ان مصر سوف تضرب المنشئات النووي و العسكرية الالمانية ان لم تتخلى عن برنامجها المثيل للجدل.

14-الكويت و العراق يخوضان مناورات بحرية بالذخيرة الحية و تكشف المناورات عن دخول حاملتي الطائرات (سومر) و (الصباح) الى الخدمة و هي صناعة عراقية _كويتية و تسمى لدى العراق (سومر) و لدى الكويت (الصباح) علما ان العراق سوف يرسلها الى المحيط الاطلسي بالاضافة الى حاملة الطائرات المرابطة هناك و هي (اور) تحسبا لاي تدخل من روسيا و الصين.

15-الجامعة العربية تجتمع في ليبيا و ذلك لمناقشة الاوضاع المتأزمة في امريكا و اوضاع اليابان و الجمهورية الكورية الموحدة و البرنامج النووي الالماني .

هذه الاخبار خيالية و غير حقيقية و لكن يمكن تحقيقها نظرا لما يملكه العرب من ثروات و طاقات بشرية ذات كفائات عالية جدا و لا تنسوا ان اعظم سلاح هو الايمان بالله تعالى و تذكروا حروب المسلمين السابقين كانوا ينتصرون بالرغم من تفوق العدو عددا الا انهم كانوا لديهم الايمان بالله

الاثنين، 2 سبتمبر 2013

ثورة شعب ام ثورة جيش وشرطة


ثورة شعب ام ثورة جيش وشرطة



ليست ثورة شعبية "ساندها" الجيش، و إنما ثورة شعبية "نظمها" الجيش.

لما تبقى عارف ان تهاني الجبالي خططت الإطار "القانوني"

 و ساويرس دعم تمرد و حملة إعلانية فيها أغاني


 و البرادعي لف على كام دولة عشان "يقنعهم بالانقلاب" و يدبر فلوس ما بعد الانقلاب

 و 3 دول تعرض 8 مليارد دولار هدية ما بعد الانقلاب (نصهم للجيش بشكل مباشر)

و الشرطة تنزل و "تركب" على ضهرك و انت بتاخد عصير، وفي بالونات

 و الجيش ينزل لك كام طيارة يصوروك و مخرج "يزور" في الفيديو اللي اتصور من طيارة عسكرية و تاخده قناة خاصة قبل القنوات المحلية...

 في جو احتفالي ما طالش عن يومين، و كله بتنظيم "الجيش و الشرطة"

 يبقى انت كنت بتحضر "الفالانتاين" بتاع الجيش، مش نازل ثورة.

ولما تبقى انت طالب تقيل مرسي، و ترجع و انت شايل مرسي، و معطل الدستور، و حليت مجلس منتخب

و رميت خارطة الطريق اللي اتفقنا عليها في الزبالة

و عطيت وظيفة "رئيس" لرئيس المحكمة اللي فسدت الحياة السياسية اساسا و عطلتها

 و وزير الدفاع بتاعك يعيث فسادا في المناصب بيعين نفسه نائب

 و يعين حكومة أغلب اللي فيها فاسدين و عليهم قضايا كسب غير مشروع و أمن دولة و هم.

 و يعين لجنة على مزاجه تكتب الدستور بدل المنتخبين، و يقولك اخلصه في شهرين و انت بتصقف بعد ما كانش عاجبك انه خلص في 6 شهور و كمان من ناس منتخبين.

 انت مركب إيه في كتافك؟؟
الثورة، هي الفعل اللي بتقف فيه لوحدك مش بدافع "الكره" لحد، و لا بدافع "التعاطف" مع حد.

الثورة هي الصلاة اللي الكل بيقف فيها صف واحد، و عارفين ان واحد منهم هو الشهيد الجي،

و فرحانين. الثورة هي الأرض لما تتهز من تحت رجل الناس... ومايبقوش عارفين ربنا ح ينصرهم ولا لأ؟

و يشكوا في أمر الله... يظنوا إن ربنا ح يخذلهم. الثورة هي الفعل اللي كله "وجل" و "خوف" و "رجاء" و غلبة لضعف النفس و طلبها "الحرية" ولو على حساب "الأمان" أو حتى الحياة نفسها.

الثورة طاقة بتتفجر في جسمك بتقول مش ح اعيش غير حر...

 أو احسن اموت، مش ح استحمل ثانية فساد، ولا حد "يركبني"...

أنا عايز صوتي يكون مسموع، عايز أئذن في الناس...

عايز صوتي الحر يفضل عالي في كل ميدان... في كل روح... الثورة... الثورة حالة....

ما ينفعش تتزور، بكام ورقة ممضية، ولا بفيديو من طيارة.

في فرق بين الفالانتاين (الانقلاب) و الثورة

الأحد، 1 سبتمبر 2013

حوار صحفي مسطر مع "مؤيد للسيسى ومعارض له"

حوار صحفي مسطر مع "مؤيد للسيسى ومعارض له"

تحاورت يوماً مع أحدهم وكان للبيادة من العشاق , وللمهانة والذل مشتاق .


فسألته عرفني بنفسك من أنتم :


فقال: لماذا تتحدثون باسم الدين كلنا مسلمون وأنتم متأسلمون إرهابيون وديننا دين الوسطية وانتم تدينون بالرجعية وكلنا على القرآن تربينا , ونحفظ

سورة "طلع البدر علينا" , مالكم وللسياسة فإنها نجاسة والجزيرة خنزيرة و و و............


قلت له مهلا مهلا أجننت !!! أنا أسألك من أنت :


قال لي نحن نريد الاستقرار وإنقاذ مصر من الفجار .


قلت له هل ترى أن العسكر خان ؟ فأجاب المهم قهر الاخوان .


قلت: أليسوا مسلمين ؟ قال لكنهم مجرمون .


قلت: ما الدليل ؟ قال برابعة سلاح ثقيل.


قلت: لماذا قتلوا النساء ؟ قال أما تري تفجيرات سيناء ؟


قلت: نحن بريئون منها . قال البلتاجي نوه عنها .


قلت: بنته استشهدت ؟! قال على الجزيرة اتصلت ونفت .


قلت : أليست الجزيرة تبث أخباراً ملفقة ؟ قال أحيانا تكون مصدقة .


قلت : ترون الجثث ولا تنزل من دموعكم قطرة ؟!


قال : هذه مدفونة تحت المنصة من فترة .


قلت : ما رأيك في الانقلاب على مرسي ؟ قال أنتم تحبون الكرسي .


قلت أما ترى أنها حرب على الهوية ؟ قال ليست هي القضية , فمصر دوله مدنية .


قلت لمَ تغلقون القنوات ؟ قال لأنها تحرض على الانفلات .


قلت أين حرية التعبير ؟ قال ليست مهمة في فترة التغيير.


قلت لماذا لم يفضوا ميدان التحرير ؟ قال خرج الشعب بحشد غفير .


قلت فما بالكم برابعة ؟ قال هي للإرهاب جامعة .


قلت هم معتصمون وهذا حقهم . قال الأهالي متضررون من وجودهم .


قلت الدول لم تعترف بهذا الانقلاب . قال هؤلاء كلاب يؤيدون الإرهاب .


قلت فيهم دول غير اسلامية . قال يكفينا الامارات والسعودية .


قلت الاقتصاد يتدهور , قال غداً يتطور.


قلت الكهرباء لا تقطع الآن ؟ قال كانت تقطع بسبب الاخوان , يعطونها لغزة من زمان .


قلت ما الدليل ؟ قال من باب التمويه والتضليل , وهم في الأصل عملاء لإسرائيل . قلت لابد من هدم الفساد: قال جيش بلادي خير الأجناد , وما يهدينا إلا سبيل الرشاد.


قلت لكنهم خانوا الأمانة ؟ قال الإخوان يستحقون الزنزانة .


قلت أبقتل إخوانكم تشمتون , وبالفساد تفرحون ؟ قال إنما نحن مصلحون ؟


قلت من حرق مسجد رابعة العدوية ؟ قال هم أنصار الشرعية .


قلت من أطلق النار على مسجد الفتح برمسيس ؟ قال أكيد إخواني خسيس .


قلت من حرق الكنائس ؟ قال إخواني يائس .


قلت من قتل أبنائهم ؟ قال الاخوان حتى نتعاطف معهم .


قلت من حرق مقراتهم ؟ قال هم حتى يخفون سرهم .


قلت لماذا مرسي محبوس ؟ قال لأنه جاسوس.


قلت ماهي القضية ؟ قال متخابر مع دوله أجنبية .


قلت ما هي الدولة في الأساس ؟ قال هي غزة وحماس .


قلت لماذا اعترضتم على تغيير النائب العام ؟ قال لأن مرسي خالف الدستور والأحكام .


قلت : لماذا انقلبتم على الشرعية ؟ قال للضرورة أحكام عرفية .


قلت الناس تخرج بالملايين !! قال هم زهنياً مخطوفين .


قلت مرسي أعطاكم حرية ؟ قال بل هي دكتاتورية .


قلت لماذا تشتمونه في القنوات الفضائية ؟ قال هي حرية .


قلت لماذا تعترضون إذا شتم الطرطور؟ قال هذه جريمة بنص الدستور.


قلت ألم تؤمنوا بالديمقراطية ؟ قال اتخذها مرسي للحكم مطية .


قلت متى تحترموا الانتخاب ؟ قال بعد القضاء على الارهاب.


قلت مرسي كان شريفاً . قال لكنه كان ضعيفاً.


قلت لقد خانه الجيش والشرطة . قال لا توقعنا في ورطة .


قلت هل ترى أن خروج مبارك مثير للعجب ؟ قال مرسي هو السبب .


قلت أما ترى أن الاسلاميين يحصلون على أصوات أكثر؟ قال بالزيت والسكر.


قلت مرسي اكتسب شرعية من التحرير , قال لكنه نجح بالتزوير .


قلت اتشكك في القضاء ؟ قال كل ابن آدم خطاء.


قلت ما رأيك في عودة الفلول ؟ قال لا حرج وهو أمر مقبول.


قلت اللهم عليك بمن ظلمونا ,,, قال أنتم إذاً تكفرونا .


قلت في النهاية ماذا تريد أن تسمع من قصائد , وماذا تحب من الفرائد ؟


فقال :


فمن ذا عاذري من ذي سفاهٍ***يرودُ بنفسه شـر المـرادِ

لقد أسمعت لو ناديت حيـا***ولكن لا حياة لمـن تنـادي

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت***ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ

أريد حياته ويريـد قتلـي***عذيرك من خليلك من مُرادِ


فقلت : سأختم لك بكلام الرحمن لعلك تتخذه عنوان :


"إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ. وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَّهُم مُّعْرِضُونَ".

الأحد، 14 يوليو 2013

آداب النفس


آداب النفس

 لا شك أن المسلم يؤمن بأن سعادته في كلتا حياتيه : الأولى ، والثانية موقوفةً على مدى تأديب نفسه ، وتطييبها ، وتزكيتها ، وتطهيرها،

كما أن شقاءها منوط بفسادها ، وخبثها ، وذلك للأدلة الآتية :



قوله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) سورة الشمس.

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة الأعراف.

وقوله : (‏ ‏وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏ ‏) سورة العصر.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم يدخل الجنة إلاّ من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟
قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم.

كما يؤمن المسلم بأن ما تطهر به النفس وتزكو هو حسنة الإيمان ، والعمل الصالح،

وأن ما تتدسى به ، وتخبث ، وتفسد هو سيئة الكفر والمعاصي ، قال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) سورة هود.

وقوله : ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كان نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه ) رواه النسائي والترمذي وقال : حسن صحيح.

فكذلك الران الذي قال الله : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه أحمد والترمذي والحاكم.

من أجل ذلك يعيش المسلم عاملاً دائماً على تأديب نفسه ، وتزكيتها ، وتطهيرها إذ هي أولى من يُؤدّب ، فيأخذ بالآداب المزكية لها ، والمطهرة لإرادتها ، كما يجنبها كل ما يدسيها ، ويفسدها من سيء المعتقدات وفاسد الأقوال والأفعال ، يجاهدها ليل نهار ، ويحاسبها في كل ساعة يحملها على فعل الخيرات ، ويدفعها إلى الطاعة دفعاً ، كما يصرفها عن الشر والفساد صرفاً ويردها عنهما رداً ، ويتبع في إصلاحها وتأديبها لتطهر وتزكو الخطوات التالية :
1 ـ التوبة
2 ـ آداب مراقبة النفس
3 ـ أداب محاسبة النفس
4 ـ آداب مجاهدة النفس



1 ـ التوبة
والمراد منها التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي ، والندم على كل ذنب سالف والعزم على عدم العودة إلى الذنب في مقبل العمر ، وذلك لقوله تعالى : ( ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) سورة التحريم .

وقوله تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ ) سورة النور .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ‏لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال‏:‏ أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده‏ ) متفق عليه .

2 ـ آداب مراقبة النفس
ينبغي للمسلم أن يأخذ نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى ، ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها ، عالم بأسرارها ، رقيب على أعمالها ، قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت ، وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله ، شاعرة بالأنس في ذكره ، واجدة الراحة في طاعته ، راغبة في جواره ، مقبلة عليه ، معرضة عما سواه .

وهذا معنى إسلام الوجه في قوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) سورة النساء

وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) سورة لقمان

وهو عين ما دعا إليه الله تبارك وتعالى في قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ) سورة البقرة

وقوله عز وجل : ( وَكَانَ اللهُ عَلَيكُمْ رَقِيبا )

وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) سورة يونس

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .

وهو نفس ما درج عليه السابقون الأولون من سلف هذه الأمة الصالح إذ أخذوا به أنفسهم حتى تم لهم اليقين ، وبلغوا درجة المقربين وها هي ذي آثارهم تشهد لهم :

1 ـ قيل للجنيد رحمه الله : بم يستعان على غض البصر ؟
قال : بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور له.

2 ـ قال سفيان الثوري : عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية ، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء ، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة .

3 ـ قال ابن المبارك لرجل : راقب الله يا فلان ، فسأله الرجل عن المراقبة فقال له : كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل .

4 ـ قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة فتحرَّسْنَا ببعض الطريق فانحدر علينا راع من جبل فقال له عمر : يا راعي بعنا شاة من هذه الغنم فقال الراعي : إنه مملوك.
فقال له عمر : قل لسيدك : أكلها الذئب ، فقال العبد : أين الله ؟. فبكى عمر ، وغدا على سيد الراعي فاشتراه منه ، وأعتقه .

5 ـ حُكيَ عن يعض الصالحين أنه مر بجماعة يترامون ، وواحد جالس بعيداً عنهم فتقدم إليه وأراد أن يكلمه ، فقال : ذكر الله أشهى ، قال : أنت وحدك ؟ فقال : معي ربي وملكاي ، قال له : من سبق من هؤلاء ؟ فقال : من غفر الله له ، قال : أين الطريق ؟ فأشار نحو السماء ، وقام ومشى .

6 ـ وحُكِيَ أن " زليخا " لما خلت بيوسف – عليه السلام – قامت فغطت وجه صنم لها ، فقال يوسف عليه السلام : مالك ؟ أتستحين من مراقبة جماد ولا أستحي من مراقبة الملك الجبار ؟ .

وأنشد بعضهم قائلاً :
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل = خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبٌ
ولا تحسينَّ اللهَ يغفلُ ساعةً = ولا أنَّ ما تُخفي عليه بغيبُ
ألم ترَ أنّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ = وأنَّ غداً للنّاظرين قريبُ

3 ـ آداب محاسبة النفس
وهي أنه لما كان المسلم عاملاً في هذه الحياة ليل نهار على ما يسعده في الدار الآخرة ، ويؤهله لكرامتها ، ورضوان الله فيها وكانت الدنيا هي موسم عمله كان عليه أن ينظر إلى الفرائض الواجبة عليه كنظر التاجر إلى رأس ماله،

وينظر إلى النوافل نظر التاجر إلى الأرباح الزائدة على رأس المال،

وينظر إلى المعاصي والذنوب كالخسارة في التجارة،

ثم يخلو بنفسه ساعة من آخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على عمل يومه ، فإن رأى نقصاً في الفرائض لامها ووبخها ، وقام إلى جبره في الحال .

فإن كان مما يقضى قضاه ، وإن كان مما لا يقضى جَبَرَهُ بالإكثار من النوافل ، وإن رأى نقصاً في الفرائض عوض الناقص وجبره . وإن رأى خسارة بارتكاب المنهي استغفر ، وندم ، وأناب ، وعمل من الخير ما يراه مصلحاً لما أفسد .

ها هو المراد من المحاسبة للنفس ، وهي إحدى طرق إصلاحها ، وتأديبها ، وتزكيتها ، وتطهيرها ، وأدلتها ما يأتي :

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة الحشر.
فقوله تعالى : ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ) هو أمر بالمحاسبة للنفس على ما قدمت لغدها المنتظر.
وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ ) سورة النور.

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأتوب إلى الله ، وأستغفره في اليوم مائة مرة )
وجاء في مسلم بلفظ : ( إنّه ليُغان على قلبي . وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ) وبهذا اللفظ أيضاً ما رواه أبو داود .

وقال عمر رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .

وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني ).

وكان عمر رضي الله عنه إذا جن الليل يضرب قدمه بالدُّرَّة ويقول لنفسه : ماذا عملت اليوم ؟ .

وأبو طلحة رضي الله عنه عندما شغلته حديقته عن صلاته خرج منها صدقة لله تعالى فلم يكن هذا منه إلا محاسبة لنفسه ، وعتاباً لها وتأديباً .

وحُكيَ عن الأحنف بن قيس أنه كان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه فيه حتى يحس بالنار ، ثم يقول لنفسه : يا حُنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ .

وحُكيَ أن أحد الصالحين كان غازياً فتكشفت له امرأة فنظر إليها فرفع يده ، ولطم عينه ففقأها ، وقال : إنك لَلَحَّاظَةٌ إلى ما يضرك ! .

ومر بعضهم بغرفة فقال : متى بنيت هذه الغرفة ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : تسأليني عما لا يعنيك ؟! لأعاقبنك بصوم سنة فصامها .

ورُويَ أن أحد الصالحين كان ينطلق إلى الرمضاء فيتمرغ فيها ويقول لنفسه : ذوقي ، ونار جهنم أشد حراً ، أجيفة بالليل بطالة بالنهار ؟ .

وإن أحدهم رفع رأسه إلى سطح فرأى امرأة ، فنظر إليها ، فأخذ على نفسه أن لا ينظر إلى السماء ما دام حياً .

هكذا كان الصالحون من هذه الأمة يحاسبون أنفسهم عن تفريطها ، ويلومونها على تقصيرها ، يلزمونها التقوى ، وينهونها عن الهوى عملاً بقوله تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ‏) سورة النازعات .

4 ـ آداب مجاهدة النفس
لا بد أن يعلم المسلم أن أعدى أعدائه إليه هو نفسه التي بين جنبيه ، وأنها بطبعها ميالة إلى الشر ، فَرَّارَة من الخير ، أمَّارة بالسوء : قال تعالى : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ) سورة يوسف. تحب الدعة ، والخلود إلى الراحة ، وترغب في البطالة ، وتنجرف مع الهوى ، تستهويها الشهوات العاجلة وإن كان فيها حتفها وشقاءها .

فإذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه ، فأعلن عليها الحرب ، وشهر ضدها السلاح ، وصمم على مكافحة رعوناتها ، ومناجزة شهواتها ، فإذا أحبت الراحة أتعبها ، وإذا رغبت في الشهوة حرمها ، وإذا قصرت في طاعة أو خير عاقبها ولامها ، ثم ألزمها بفعل ما قصرت فيه ، وبقضاء ما فوتته أو تركته .

يأخذها بهذا التأديب حتى تطمئن ، وتطهر ، وتطيب ، وتلك غاية المجاهدة للنفس . قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ‏ ) سورة العنكبوت.

والمسلم إذ يجاهد نفسه في ذات الله لتطيب ، وتطهر ، وتزكو ، وتطمئن ، وتصبح أهلاً لكرامة الله تعالى ورضاه يعلم أن هذا هو درب الصالحين ، وسبيل المؤمنين الصادقين ، فيسلكه مقتدياً بهم ، ويسير معه مقتفياً آثارهم .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم قام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان .

وسئل عليه السلام في ذلك فقال : ( أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ) رواه البخاري (8 / 449) في قيام الليل ، ومسلم رقم ( 2820 ) في صفات المنافقين ، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادات .

أي مجاهدة أكبر من هذه المجاهدة وايم الله ؟!! .

وعلي رضي الله عنه يتحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :

والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أرى شيئاً يشبههم ، كانوا يصبحون شعثاً غيراً صفراً قد باتوا سجداً وقياماً ، يتلون كتاب الله ، يراوحون بين أقدامهم وجباههم ، وكانوا إذا ذكر الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح ، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم .

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً : الظمأ لله بالهواجر ، والسجود له في جوف الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر .

وعاتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه على تفويت صلاة عصر في جماعة ، وتصدق بأرض من أجل ذلك تقدر قيمتها بمائتي ألف درهم .

وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة بكاملها ، وأخَرَّ يوماً صلاة المغرب حتى طلع كوكبان فأعتق رقبتين .

وكان عليٌّ رضي الله عنه يقول : رحم الله أقواماً يحسبهم الناس مرضى ، وما هم بمرضى وذلك من آثار مجاهد النفس .

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( خير الناس من طال عمره ، وحسن عمله ) رواه الترمذي ، وحسنه .

وكان أويس القرني رحمه الله تعالى يقول : هذه ليلة الركوع فيحيى الليل كله في ركعةٍ ، وإذا كانت الليلة الآتية قال : هذه ليلة السجود فيحيى الليل كله في سجدة . أورد هذا الآثار الإمام الغزالي في الإحياء .

وقال ثابت البناني أدركت رجالاً كان أحدهم يصلي فيعجز أن يأتي فراشه إلا حبواً ، وكان أحدهم يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام ، ويبلغ من الاجتهاد مبلغاً ما لو قيل له : القيامة غداً ما وجد مزيداً .

وكان إذا جاء الشتاء يقوم في السطح ليضربه الهواء البارد فلا ينام ، وإذا جاء الصيف قام تحت السقف ليمنعه الحر من النوم ، وكان بعضهم يموت وهو ساجد .

وقالت امرأة مسروق رحمه الله تعالى : كان مسروق لا يوجد إلا ساقاه منتفختان من طول القيام ، ووالله إن كنت لأجلس خلفه وهو قائم يصلي فأبكي رحمةً له .

وكان منهم من إذا بلغ الأربعين من عمره طوى فراشه فلا ينام عليه قط .

ويروى أن امرأة صالحة من صالحي السلف – يقال لها ( عجرة ) – مكفوفة البصر كانت إذا جاء السحر نادت بصوت لها محزون : إليك قطع العابدون دجى الليالي يستبقون إلى رحمتك ، وفضل مغفرتك ، فبك يا إلهي أسألك لا بغيرك أن تجعلني في أول زمرة السابقين ، وأن ترفعني لديك في عليين ، في درجة المقربين ، وأن تلحقني بعبادك الصالحين ، فأنت أرحم الراحمين ، وأعظم العظماء ، وأكرم الكرماء ، يا كريم ، ثم تخر ساجدة ولا تزال تدعو وتبكي إلى الفجر .

من كتاب ( جامع الآداب الإسلامية )
عبده بن عبّاس الوليدي


تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

محاسبة النفس


محاسبة النفس

الحمد لله الذي أمرَ بمحاسبةِ النفوس ، وجعلَ عملها للصالحاتِ خيراً من الجلوس ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، الذي رفعَ بالمحاسبةِ الرؤوس ، وأعلى بها النفوس ، وأشهدُ أنّ سيدنا محمداً عبده ورسولُـه ، طبيبُ النفوس ، أمر بمحاسبةِ النفس ، قبلَ اليومِ العَبوس ، صلى الله عليه وسلمَ كلما حوسبت نفسٌ وأُزيلَ رجس ، وعلى آله وصحبه ومن سارَ على نهجهِ إلى يوم الدين ، أما بعد : إن من أعظمِ الأمانات أمانةُ النفس ، فهي أعظمُ من أمانةِ الأموالِ والأولاد ، أقسمَ الله بها في كتابه ، ولا يقسمُ الله إلا بعظيم ، قال تعالى : ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ( وقد جعلَ الله لهذهِ النفس طريقين : طريقُ تقوىً وبه تفوزُ وتُفلح ، وطريقُ
فجورٍ وبه تَخسر وتَخيب .

والناظرُ في حالِ الناسِ اليوم ، يرى رُخص النفوسِ عند أهلِـها ، ويرى الخسارةَ في حياتِـها لعدمِ مُحاسبتِها ، والذين فقدوا أو تركوا محاسبةَ نفوسِهم سيتحسرون في وقتٍ لا ينفعُ فيه التحسر ، يقول جل شأنه : } أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسْرتى عَلى ما ! فَرطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخِرين { .

وبتركِ محاسبة النفس تسلط الشيطانُ الذي دعا إلى المعصية ، وحذّر من الطاعة ، وزينَ الباطل ، وثبطّ عن العَملِ الصالح وصدّ عنه . وبتركِ محاسبة النفس تمكنت الغفلةُ من الناسِ ، فأصبحَ لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها ولهم أعينٌ لا يبصرونَ بها ، ولهم آذانٌ لا يسمعونَ بها ، أولئكَ كالأنعامِ بل هم أضل ، أولئكَ هم الغافلون .

يقول جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى : { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } : (( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه )) انتهى كلامه رحمه الله .

* ويترتبُ – كذلكَ – على ترك محاسبة النفس أمرٌ هامٌ جداً ، ألا وهو هلاكُ القلب ، هـلاكُ القلب ! يقولُ ابنُ القيّم – رحمه الله - : " وهلاكُ القلب من إهمالِ النفسِ ومن موافقتها وإتباع هواها " .

وقالَ رحمه الله في إغاثةِ اللهفان : " وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ، فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ، ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام وتركُ المألوف والمعتاد " انتهى كلامه رحمه الله . وكتبَ عمرُ بن الخطابِ t إلى بعضِ عمُّالِهِ :
(( حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) .

وكان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم
يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟

وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .

فيجبُ أن يكونَ المؤمنُ محاسباً لنفسهِ مهتماً بها ، لائماً على تقصيرِها قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه الله تعالى : (( ومن تأملَ أحوالَ الصحابةِ رضي الله عنهُم وجدَهم في غايةِ العملِ معَ غايةِ الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل بين التفريطِ والأمن )) .

هكذا يقولُ الإمامُ ابن القيمِ عن نفسه وعصره !

فماذا نقولُ نحنُ عن أنفسِـنا وعصرِنا ؟!
* * *
• ولمحاسبةِ النفس نوعـان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .

§ النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ، مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه . ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ، أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .

§ النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل : وهو ثلاثة أنواع :

* النوعُ الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .
كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .

* النوعُ الثاني من أنواع محاسبة النفس بعد العمل :
أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛ لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ، ولأنهُ من المتشابه ،
يقولُ  صلى الله عليه وسلم  : (( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )) . ويقولُ عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )) .

* والنوع الثالث :
أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به .
* * *
• ولمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها :

أولاً : الإطلاعُ على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .

ثانيـاً : التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .

ثالثـاً : معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .

رابعـاً : انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه تبارك وتعالى .

خامساً : معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .

سادسـاً : الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .

سابعـاً : تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .

ثامنـاً : ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .

وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .

• وهناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :

1. معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .

2. معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ، والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ ودخولِ
النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى .

3. صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .

4. النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .

5. زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى الذين لا يستطيعونَ محاسبةَ أنفسِهم أو تدارُكِ ما فاتَـهم .

6. حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس .

7. البعدُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسيكَ محاسبةَ نفسك .

8. دعاءُ اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يوفقك لذلك .

• كيفَ أحاسبُ نفسي ؟

سؤالٌ يترددُ في ذِهن كل واحدٍ بعدَ قراءةِ ما مضى .

وللإجابة على هذا التساؤل :
ذكرَ ابنُ القيم أن محاسبةَ النفس تكون كالتالي :

أولاً : البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .

ثانياً : النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .

ثالثاً : محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .

رابعاً : محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟
* * *
قال ابن قدامة في كتابه : مختصر منهاج القاصدين :

وتحققَ أربابُ البصائر أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار - الناتجة عن عدمِ محاسبة النفس - إلا لزومُ المحاسبةِ لأنفسِهم وصِدْقُ المراقبة ، فمن حاسبَ نفسهُ في الدنيا خفَّ حسابه في الآخرة ، ومَن أهملَ المحاسبة دامتْ حسراته ، فلما علموا أنهم لا يُنجيهم إلا الطاعة ، وقد أمرَهم بالصبرِ والمرابطةِ فقالَ سبحانه : }يا أيُّها الَذينَ آمَُنواْ اصبِروا وَصابِرواْ ورابِطوا{ فرابطوا أنفسَهم أولاً بالمشارطةِ ثمّ بالمراقبة ، ثم بالمحاسبةِ ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدةِ ثم بالمعاتبة ، فكانتْ لهم في المرابطةِ سِتُّ مقاماتٍ أصلُها المحاسبة ، ولكنْ كلّ حسابٍ يكونُ بعدَ مشارطةٍ ومراقبة ، ويتبعهُ عندَ الخُسران المعاتبةُ والمعاقبة . نأخذها الآنَ بشيءٍ منَ التفصيل :

المقامُ الأول : المشــارطة :
اعلم أنّ التاجرَ كما يستعينُ بشريكهِ في التجارةِ طلباً للربح ، ويشارطهُ ويحاسبه ، كذلك العقلُ يحتاجُ إلى مشاركةِ النفس وشرطِ الشروطِ عليها وإرشادِها إلى طريقِ الفلاح ، والتضييقِ عليها في حركاتها وسكناتها . فمثلاً : إذا فَرِغَ العبدُ من صلاةِ الصُبْح ، ينبغي أن يُفرغَ قلبَه ساعةً لمشارطةِ نفسهِ

فيقولُ للنفس : ماليَ بضاعة إلا العُمُر ، فإذا فَنِيَ مني رأس المال وقعَ اليأسُ من التجارةِ وطلبِ الربح . فليقُل أحدُنا الآنَ قبلَ الموت : يا نفس ، اجتهدي اليومَ في أن تعـمُري خِزانتكِ ولا تدعيها فارغة ، ولا تَميلي إلى اليأسِ والدَعَةِ والاستراحة فيفوتكِ من درجاتِ عليينَ ما يُدْرِكه غيرَكِ المقامُ الثاني : المراقبــة :

إذا أوصى الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : (( أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك )) . فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة .

المقام الثالث : المحاسبةُ بعدَ العمل :
اعلم أن العبدَ كما ينبغي أن يكونَ له وقتٌ في أولِ النهار يشارطُ فيهِ نفسه ، كذلك ينبغي أن يكونَ له ساعةٌ يطالبُ فيهِ نفسه في آخرِ النهار ويحاسبُها على جميعِ ما كانَ منها ، كما يفعلُ التُجّار في الدنيا معَ الشُركاءِ في آخرِ كل سنةٍ أو شهرٍ أو يوم .

المقام الرابع : معاقبةُ النفسِ على تقصيرِها :
اعلم أن العبدَ إذا حاسبَ نفسهُ فرأى منها تقصيراً ، أو فعلَتْ شيئاً من المعاصي ، فلا ينبغي أن يهملَها ، فإنه يَسْهُلُ عليهِ حينئذٍ مقارفةُ الذنوب ويعسرُ عليه فِطامُها ، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحة ، كما يعاقبُ أهلَهُ وأولادَه . وكما رويَ عن عمر رضي الله عنه : أنه خَرجَ إلى حائطٍ له ثم رَجعَ وقد صلى الناسُ العصرَ ، فقال : إنما خرجتُ إلى حائطي ورَجعتُ وقد صلى الناسُ العصرَ ، حائطي صدقةٌ على المساكين .

المقام الخامس : المجــاهدة :
إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَه ، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يُعاقبـَها كما سبق ، فإن رآها تتوانى للكسلِ في شيءٍ من الفضائلِ أو وِرد من الأوراد ، فينبغي أن يؤدبـَها بتثقيلِ الأورادِ عليها ، كما وردَ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه ، أنه إذا فاتته صلاةٌ في جماعةٍ فأحيا الليلَ كلَّه! ُ تِلكَ الليلة ، فهوَ هُنا يجاهدُها ويُكرِهُهَا ما استطاع .

المقام السادس والأخير : معاتبةُ النفسِ وتوبيخُـها :
قال أنس رضي الله عنه : سمعتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه ، وقد دخلَ حائطاً ، وبيني وبينه جدار ، يقول : عمرُ بن الخطاب أميرُ المؤمنين !! بخٍ بخ ، واللهِ لتتقينَ الله يا ابن الخطاب أو ليُعذبنَّك ! .

أخي الحبيب : اعلم أن أعدى عدوٍ لكَ نفسُكَ التي بين جنبيك ، وقد خُلِقتْ أمارةً بالسوءِ ميالةً إلى الشرورِ ، وقد أُمرتَ بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن موارِدِها ، وأن تقودَها بسلاسلِ القهْرِ إلى عبادةِ ربِها ، فإن أنتَ أهملتها ضلّتْ وشَرِدتْ ، وإن لزمتَها بالتوبيخِ رَجونا أن تصيرَ مُطمئنة ، فلا تغفلنّ عن تذكيرِها .

أخي الحبيب : كم صلاةٍ أضعتَها ؟ كم جُمُعَةٍ تهاونتَ بها ؟ كم صدقةٍ بَخِلتَ بها ؟ كم معروفٍ تكاسلتَ عنه ؟ كم منكرٍ سكتَّ عليه ؟ كم نظرةٍ محرمةٍ أصبتَها ؟ كم كلمةٍ فاحشةٍ أطلقتها ؟ كم أغضبتَ والديك ولم ترضِهِما ؟ كم قسوتَ على ضعيفٍ ولم ترحمه ؟ كم من الناسِ ظلمتَه ؟ كم وكم ...؟
إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ، وصلى الله وسلمَ وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين .

* * *

المراجع:
1. كيـف تحاسب نفسـك ؟
لفضيلة الشيخ : سعد بن سعيد الحجري .
2. مختصر منهاج القاصدين .
للإمـــام : ابن قدامة المقدسي .

صناعة النفس- Industry self


صناعة النفس

للإنسان قُدْرَةٌ في إظهار نفسه و تكوينها ، و هو في ذلك غنيٌّ عن إظهار غيره له .
و هذه حال كثيرين يعتمدون على غيرهم ، و يرتقون على أكتاف كبرائهم لإظهار أنفسهم .
و هذا فيه ما فيه من هضم النفس ، و هَدْرٍ لما وهبها الله من آليَّات النهوض بها ، و الرقي بها في سماء العلو .
و لذا كانت وظيفة ( صناعة النفس ) سائدة لدى فئة من الناس لا يُزَاحَمُوْنَ في وظيفتهم ؛ و هذا إنما هو : لقلَّتِهم ، و لعلو همتهم ، و لقوة عزيمتهم .
فَمِنْ شابههم سلك دروبهم . و مَنْ لا فلا .
و هذه أسطرٌ كاشف فيها معاني ( صناعة النفس ) من خلال مباني الأحرف .
و مؤصِّلاً وظيفة ( صناعة النفس ) موافِقَاً أصول الشريعة ، مراعياً أُسُسَ التربية .

معنى ( صناعة النفس ) :
قـد يتبادر إلى الذهن معنى لـ ( صناعة النفس ) غيرُ مُرادٍ لي ؛ و دفعـاً لتلك المبادرة أُبيِّنُ المعنى من (صناعة النفس ) و هو :
سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ .
و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر .

قواعدُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل .
و ههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ ( صناعة النفس ) :
الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس :
إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباينون .
فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها .
و معرفة قُدَرُ النفس مُرْتَكِزَةٌ على رَكِزَتَيْن :
الأولى : عدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها .
حيث ترى _ و هو كثير _ مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ، ليست هي من أهلها و لا قَرُبَتْ من أحوالهم .
الثانية : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها .
و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار .
و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تُنْتِجُ فيه أكثر .

الثاني : حُسْنُ إدارة النفس :
إدارة النفس تعني : قُدْرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقه ، و ما يصبو إلى تحصيله ( ).
فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ ( صناعة النفس ) .
و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس هو أمرٌ بالهيِّن ، و لا بالشأن السَّهل .
الثالث : تزكيةُ النفس :
تزكية النفس هي : تنميتها ، و تطهيرها .
فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل .
و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، سفائل الأخلاق .
هذان أُسَّان في تربية النفس و تطهيرها .
الرابع : التدرُّج :
النفس توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا أراد صاحبها أن يُبْدِعَ في ( صنلعة النفس ) فلا بدَّ له من نقلها من مواطن الركود و الدعة إلى مشارف العلو و الرفعة .
و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها صاحبها من الدُّوْنِ إلى العلو ؛ شيئاً فشيئاً قليلاً قليلاً .
و سرُّ ذلك : أن في التدرُّج تنقُّلٌ مُمَهَّدٌ يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة .
و العكس ذو آفة يعرفها من أدرك حقيقة ذاك السر .
الخامس : الحكمة :
إن ( صناعة النفس ) تقتضي التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَد ، و لا تُطْلَق لها الأزِمَّة .
فيراعيها في موطنين :
الأول : موطن الإقبال نحو المعالي ؛ فيغتنم تلك الفرصة لتربيتها ، و تنميتها .
الثاني : موطن الإحجام عن الفضائل فيستعمل معها سياسة القيادة من جهتين :
الأولى : الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مقامات الكمال .
الثانية : الترهيب ؛ فيرهب نفسه بعواقب الدُّنُوِّ ، و يُبَيِّنُ لها مساويء الأعقاب .

طرقُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان :
الأول : طريق ( الذات ) :
و أعني به : أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال القواعد الخمس السابقة .
الثاني : طريق الغير :
و أعني به : أن تكون ( صناعة النفس ) للإنسان من خلال من هو خارج عنه _ أي : عن نفسه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ ، … .
مجالات( صناعة النفس ) :
المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ ، و لكن ما يهمُ هنا هو ما يتعلَّق بالأمور المتعلِّقة بالإسلام ؛ و هما مجالان :
الأول : مجال العلم :
فإن أغلب الناس _ الصَّالحين _ ممن أعملَ نفسَه في العلم : طلباً ، و تعليماً ، و تأليفاً ... .
و هذه مَحْمَدَةٌ و مَنْقَبَةٌ يُفرَح بها .
لكن الأمر المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف أشياخه ، ملازماً لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خَشْيَةَ عدم المُوَافَقَة .
و هذه سلبية لا إيجابية .
إذ الواجب على الإنسان أن يكون مُسْتَقِلاًّ بنفسه ، مُعْتَمِدَاً عليها .
و هذا هو شأن كثير من العلماء ما أظهرهم إلا هم ، سعوا جادِّيْن نحو ( صناعة النفس ) فأبدعوا و أنتجوا ، في حين أن غيرهم ممن سيطر عليه الخوف ما بَرِحَ مكانه .
و لا أعني بكلامي هذا إسقاط ما للعلماء من مكانة و تأثير في نفس الإنسان ، و إنما أُريدُ أن يكون الإنسان ذا رأي مُعْتَبِرَاً لنفسه قَدْرَاً و وزْنَاً ، و يَنْفَرِدُ بالسعي في تَحْصِيْلِ العلم بعد أخذ مفاتحه و أصوله على مشايخه .

الثاني : مجال الدعوة :
و هذا أكثر و أشهر من سابقه .
و ( صناعة النفس ) فيه تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ الدعوة ، و نشر الدين في أوساط الناس .
و كذلك أن يسعى لإيجاد طرائق مُتَعَدِّدَةٍ لتبليغ الدين ، و نشر الدعوة في أوسع نطاق

 Industry self-
For a person's ability to show himself, composition, and is in it goes on to show other him.
And this case many people are dependent on others, and يرتقون on Kpraúhm shoulders to show themselves.
And this is where the self-digestion, and waste to and from the God-given promotion mechanisms, and prosperity in the sky altitude.
And so the function (Industrial Arts) prevailed in a class of people crowding in their office; and it is this: to tell them, and altitude Hmthm, and the strength of their resolve.
It is the like wire Droppem. And who does not is not.
These lines where the meanings of reagent (Self industry) through the buildings of the characters.
And Masla function (Industrial Arts) agree Sharia assets, taking into account the foundations of education.
Meaning (Industrial Psychology):
May come to mind for meaning (Industrial Arts) is Murad me; and impetus to this initiative show the meaning of the (Self industry) and is:
Human quest _ hard _ to show himself, and detect Mknonadtha and skills that lead them toward a world of creativity. With the same dependence on what was a secret deal.
This is the meaning of the structures of thought,, Bouh Khater.
Rules (Industrial Psychology):
For (Self industry) rules and principles by the master and Control (Industrial Arts), and without them, and if effects have bugs, and threatening its failure.
And here, four things are assets for (Self industry):
First: the capacity of self-knowledge:
The Almighty God _ _ Creation pleasures as much talent; these talents and varying degree among the people, and they where Mtbinon.
If a person knew himself better use of capacity, and preoccupied by the other.
And find out as much as self-centered on Rkzatan:
First: Do not raise above the increase of self.
Where you see _ and it is much the same _ of cheating and wear them for dress-Zour Vinzelha large houses on them, are not the people and not brought from their condition.
Second: Do not humiliate and landings of.
These predecessor in abundance and proliferation.
I mean, as far as self: self-defined as prone to it, and make certain that they produce the most.
II: good self-management:
Self-management means: an individual's ability to direct his feelings, his thoughts and possibilities about what he wants to achieve, and what aspires to be collected ().
When a man can draw his thoughts and feelings about what you seek in life be the start of (Self industry).
Self-management and the art of his assets, rules and skills, it is not insignificant, and not the easy issue.
III: Islam self:
Islam is the self: their development, and cleared.
Vtnumeitha be: good deeds, and virtues.
And be cleared b: the abandonment of pests; sins Svaúl is morality.
These Asan in Educational Psychology and cleared.
IV: Gradient:
Self eager about complacency, and seeking to inactivity and sleep, if the owner wants to innovate in (self Snlah), he must transfer of stagnation and complacency citizen into the outskirts height and greatness.
And this needs to be graded by the owner of the Don to the altitude; little bit slowly.
And the secret: that in the hierarchy of movement paved calls self to accept the industry.
And vice versa with the scourge known to realize the fact that password.
V: Wisdom:
The (Self industry) requires dealing with self wisdom; not straining, and does not release its crisis.
Veraiha in موطنين:
The first: the home of appetite Excellencies; Fagtinm of that opportunity to breeding and development.
II: home to refrain from well placed with her virtues policy leadership from two sides:
First: carrot; Vergb the same virtues of acts, and shrines perfect.
Second: intimidation; Verhb the the same consequences الدنو, and shows her misdeeds الأعقاب.
Ways (Self industry):
For (Self industry) two important roads:
I: through (self):
And I mean it: to be human is the manufacturer for himself; and through the rules of the previous five years.
II: Using others:
And I mean it: be (Self industry) to humans through is outside of him _ ie: all the same _: the owner, or the world, or a father, ....
Areas (Industrial Psychology):
Many and varied fields, but what matters here is with respect to matters relating to Islam; and two areas:
First: the area of ​​science:
Most people _ righteous _ who work the same in science: a request, and educated, and تأليفا the ... .
, This Mamedh and veiled rejoices.
But it is unfortunate to have a permanent actuation of science ups and emerging on the shoulders Oheachh, inherent in their tradition, wary of giving any opinion of him for fear of disapproval.
And this is a positive not negative.
It is obligatory for the rights to be independent himself, relying on them.
This is the case with many of the scientists what أظهرهم but they sought are serious about (industry self) Vibdawa and produced, while others who are dominated by fear has been in his place.
And I do not mean my words this drop what scientists prestige and influence in the same rights, but I want to be human The opinion saying the same amount and weight, and the keeper of seeking to collect the flag after taking approached and the assets of the Sheikhs.
II: advocacy:
This is more and months of its predecessor.
And (Self industry) it be that human depends on itself in the Report of advocacy, and spread the faith among the people.
And also seeks to find multiple ways to Report of religion, and to propagate in the widest