الأحد، 14 يوليو 2013

آداب النفس


آداب النفس

 لا شك أن المسلم يؤمن بأن سعادته في كلتا حياتيه : الأولى ، والثانية موقوفةً على مدى تأديب نفسه ، وتطييبها ، وتزكيتها ، وتطهيرها،

كما أن شقاءها منوط بفسادها ، وخبثها ، وذلك للأدلة الآتية :



قوله تعالى : ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) سورة الشمس.

وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) سورة الأعراف.

وقوله : (‏ ‏وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ‏ ‏) سورة العصر.

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( كلكم يدخل الجنة إلاّ من أبى ) قالوا : ومن يأبى يا رسول الله ؟
قال ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها ) رواه مسلم.

كما يؤمن المسلم بأن ما تطهر به النفس وتزكو هو حسنة الإيمان ، والعمل الصالح،

وأن ما تتدسى به ، وتخبث ، وتفسد هو سيئة الكفر والمعاصي ، قال تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) سورة هود.

وقوله : ( بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كان نكتة سوداء في قلبه ، فإن تاب ونزع واستغفر صُقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى تعلو قلبه ) رواه النسائي والترمذي وقال : حسن صحيح.

فكذلك الران الذي قال الله : ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) سورة المطففين.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) رواه أحمد والترمذي والحاكم.

من أجل ذلك يعيش المسلم عاملاً دائماً على تأديب نفسه ، وتزكيتها ، وتطهيرها إذ هي أولى من يُؤدّب ، فيأخذ بالآداب المزكية لها ، والمطهرة لإرادتها ، كما يجنبها كل ما يدسيها ، ويفسدها من سيء المعتقدات وفاسد الأقوال والأفعال ، يجاهدها ليل نهار ، ويحاسبها في كل ساعة يحملها على فعل الخيرات ، ويدفعها إلى الطاعة دفعاً ، كما يصرفها عن الشر والفساد صرفاً ويردها عنهما رداً ، ويتبع في إصلاحها وتأديبها لتطهر وتزكو الخطوات التالية :
1 ـ التوبة
2 ـ آداب مراقبة النفس
3 ـ أداب محاسبة النفس
4 ـ آداب مجاهدة النفس



1 ـ التوبة
والمراد منها التخلي عن سائر الذنوب والمعاصي ، والندم على كل ذنب سالف والعزم على عدم العودة إلى الذنب في مقبل العمر ، وذلك لقوله تعالى : ( ‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) سورة التحريم .

وقوله تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ ) سورة النور .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ) رواه مسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( ‏لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دَوِّيةٍ مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال‏:‏ أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحــاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده‏ ) متفق عليه .

2 ـ آداب مراقبة النفس
ينبغي للمسلم أن يأخذ نفسه بمراقبة الله تبارك وتعالى ، ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها ، عالم بأسرارها ، رقيب على أعمالها ، قائم عليها وعلى كل نفس بما كسبت ، وبذلك تصبح مستغرقة بملاحظة جلال الله وكماله ، شاعرة بالأنس في ذكره ، واجدة الراحة في طاعته ، راغبة في جواره ، مقبلة عليه ، معرضة عما سواه .

وهذا معنى إسلام الوجه في قوله تعالى : ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ ) سورة النساء

وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ) سورة لقمان

وهو عين ما دعا إليه الله تبارك وتعالى في قوله : ( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ) سورة البقرة

وقوله عز وجل : ( وَكَانَ اللهُ عَلَيكُمْ رَقِيبا )

وقوله سبحانه وتعالى : ( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ) سورة يونس

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه .

وهو نفس ما درج عليه السابقون الأولون من سلف هذه الأمة الصالح إذ أخذوا به أنفسهم حتى تم لهم اليقين ، وبلغوا درجة المقربين وها هي ذي آثارهم تشهد لهم :

1 ـ قيل للجنيد رحمه الله : بم يستعان على غض البصر ؟
قال : بعلمك أن نظر الناظر إليك أسبق من نظرك إلى المنظور له.

2 ـ قال سفيان الثوري : عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية ، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء ، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة .

3 ـ قال ابن المبارك لرجل : راقب الله يا فلان ، فسأله الرجل عن المراقبة فقال له : كن أبداً كأنك ترى الله عز وجل .

4 ـ قال عبد الله بن دينار : خرجت مع عمر بن الخطاب إلى مكة فتحرَّسْنَا ببعض الطريق فانحدر علينا راع من جبل فقال له عمر : يا راعي بعنا شاة من هذه الغنم فقال الراعي : إنه مملوك.
فقال له عمر : قل لسيدك : أكلها الذئب ، فقال العبد : أين الله ؟. فبكى عمر ، وغدا على سيد الراعي فاشتراه منه ، وأعتقه .

5 ـ حُكيَ عن يعض الصالحين أنه مر بجماعة يترامون ، وواحد جالس بعيداً عنهم فتقدم إليه وأراد أن يكلمه ، فقال : ذكر الله أشهى ، قال : أنت وحدك ؟ فقال : معي ربي وملكاي ، قال له : من سبق من هؤلاء ؟ فقال : من غفر الله له ، قال : أين الطريق ؟ فأشار نحو السماء ، وقام ومشى .

6 ـ وحُكِيَ أن " زليخا " لما خلت بيوسف – عليه السلام – قامت فغطت وجه صنم لها ، فقال يوسف عليه السلام : مالك ؟ أتستحين من مراقبة جماد ولا أستحي من مراقبة الملك الجبار ؟ .

وأنشد بعضهم قائلاً :
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل = خلوتُ ولكن قل عليّ رقيبٌ
ولا تحسينَّ اللهَ يغفلُ ساعةً = ولا أنَّ ما تُخفي عليه بغيبُ
ألم ترَ أنّ اليوم أسرعُ ذاهبٍ = وأنَّ غداً للنّاظرين قريبُ

3 ـ آداب محاسبة النفس
وهي أنه لما كان المسلم عاملاً في هذه الحياة ليل نهار على ما يسعده في الدار الآخرة ، ويؤهله لكرامتها ، ورضوان الله فيها وكانت الدنيا هي موسم عمله كان عليه أن ينظر إلى الفرائض الواجبة عليه كنظر التاجر إلى رأس ماله،

وينظر إلى النوافل نظر التاجر إلى الأرباح الزائدة على رأس المال،

وينظر إلى المعاصي والذنوب كالخسارة في التجارة،

ثم يخلو بنفسه ساعة من آخر كل يوم يحاسب نفسه فيها على عمل يومه ، فإن رأى نقصاً في الفرائض لامها ووبخها ، وقام إلى جبره في الحال .

فإن كان مما يقضى قضاه ، وإن كان مما لا يقضى جَبَرَهُ بالإكثار من النوافل ، وإن رأى نقصاً في الفرائض عوض الناقص وجبره . وإن رأى خسارة بارتكاب المنهي استغفر ، وندم ، وأناب ، وعمل من الخير ما يراه مصلحاً لما أفسد .

ها هو المراد من المحاسبة للنفس ، وهي إحدى طرق إصلاحها ، وتأديبها ، وتزكيتها ، وتطهيرها ، وأدلتها ما يأتي :

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) سورة الحشر.
فقوله تعالى : ( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ) هو أمر بالمحاسبة للنفس على ما قدمت لغدها المنتظر.
وقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‏ ) سورة النور.

وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأتوب إلى الله ، وأستغفره في اليوم مائة مرة )
وجاء في مسلم بلفظ : ( إنّه ليُغان على قلبي . وإني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة ) وبهذا اللفظ أيضاً ما رواه أبو داود .

وقال عمر رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .

وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني ).

وكان عمر رضي الله عنه إذا جن الليل يضرب قدمه بالدُّرَّة ويقول لنفسه : ماذا عملت اليوم ؟ .

وأبو طلحة رضي الله عنه عندما شغلته حديقته عن صلاته خرج منها صدقة لله تعالى فلم يكن هذا منه إلا محاسبة لنفسه ، وعتاباً لها وتأديباً .

وحُكيَ عن الأحنف بن قيس أنه كان يجيء إلى المصباح فيضع أصبعه فيه حتى يحس بالنار ، ثم يقول لنفسه : يا حُنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟ .

وحُكيَ أن أحد الصالحين كان غازياً فتكشفت له امرأة فنظر إليها فرفع يده ، ولطم عينه ففقأها ، وقال : إنك لَلَحَّاظَةٌ إلى ما يضرك ! .

ومر بعضهم بغرفة فقال : متى بنيت هذه الغرفة ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : تسأليني عما لا يعنيك ؟! لأعاقبنك بصوم سنة فصامها .

ورُويَ أن أحد الصالحين كان ينطلق إلى الرمضاء فيتمرغ فيها ويقول لنفسه : ذوقي ، ونار جهنم أشد حراً ، أجيفة بالليل بطالة بالنهار ؟ .

وإن أحدهم رفع رأسه إلى سطح فرأى امرأة ، فنظر إليها ، فأخذ على نفسه أن لا ينظر إلى السماء ما دام حياً .

هكذا كان الصالحون من هذه الأمة يحاسبون أنفسهم عن تفريطها ، ويلومونها على تقصيرها ، يلزمونها التقوى ، وينهونها عن الهوى عملاً بقوله تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ‏) سورة النازعات .

4 ـ آداب مجاهدة النفس
لا بد أن يعلم المسلم أن أعدى أعدائه إليه هو نفسه التي بين جنبيه ، وأنها بطبعها ميالة إلى الشر ، فَرَّارَة من الخير ، أمَّارة بالسوء : قال تعالى : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ) سورة يوسف. تحب الدعة ، والخلود إلى الراحة ، وترغب في البطالة ، وتنجرف مع الهوى ، تستهويها الشهوات العاجلة وإن كان فيها حتفها وشقاءها .

فإذا عرف المسلم هذا عبأ نفسه لمجاهدة نفسه ، فأعلن عليها الحرب ، وشهر ضدها السلاح ، وصمم على مكافحة رعوناتها ، ومناجزة شهواتها ، فإذا أحبت الراحة أتعبها ، وإذا رغبت في الشهوة حرمها ، وإذا قصرت في طاعة أو خير عاقبها ولامها ، ثم ألزمها بفعل ما قصرت فيه ، وبقضاء ما فوتته أو تركته .

يأخذها بهذا التأديب حتى تطمئن ، وتطهر ، وتطيب ، وتلك غاية المجاهدة للنفس . قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ‏ ) سورة العنكبوت.

والمسلم إذ يجاهد نفسه في ذات الله لتطيب ، وتطهر ، وتزكو ، وتطمئن ، وتصبح أهلاً لكرامة الله تعالى ورضاه يعلم أن هذا هو درب الصالحين ، وسبيل المؤمنين الصادقين ، فيسلكه مقتدياً بهم ، ويسير معه مقتفياً آثارهم .

فرسول الله صلى الله عليه وسلم قام الليل حتى تفطرت قدماه الشريفتان .

وسئل عليه السلام في ذلك فقال : ( أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً ) رواه البخاري (8 / 449) في قيام الليل ، ومسلم رقم ( 2820 ) في صفات المنافقين ، باب إكثار الأعمال والاجتهاد في العبادات .

أي مجاهدة أكبر من هذه المجاهدة وايم الله ؟!! .

وعلي رضي الله عنه يتحدث عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :

والله لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أرى شيئاً يشبههم ، كانوا يصبحون شعثاً غيراً صفراً قد باتوا سجداً وقياماً ، يتلون كتاب الله ، يراوحون بين أقدامهم وجباههم ، وكانوا إذا ذكر الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح ، وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم .

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : لولا ثلاث ما أحببت العيش يوماً واحداً : الظمأ لله بالهواجر ، والسجود له في جوف الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر .

وعاتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه نفسه على تفويت صلاة عصر في جماعة ، وتصدق بأرض من أجل ذلك تقدر قيمتها بمائتي ألف درهم .

وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا فاتته صلاة في جماعة أحيا تلك الليلة بكاملها ، وأخَرَّ يوماً صلاة المغرب حتى طلع كوكبان فأعتق رقبتين .

وكان عليٌّ رضي الله عنه يقول : رحم الله أقواماً يحسبهم الناس مرضى ، وما هم بمرضى وذلك من آثار مجاهد النفس .

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( خير الناس من طال عمره ، وحسن عمله ) رواه الترمذي ، وحسنه .

وكان أويس القرني رحمه الله تعالى يقول : هذه ليلة الركوع فيحيى الليل كله في ركعةٍ ، وإذا كانت الليلة الآتية قال : هذه ليلة السجود فيحيى الليل كله في سجدة . أورد هذا الآثار الإمام الغزالي في الإحياء .

وقال ثابت البناني أدركت رجالاً كان أحدهم يصلي فيعجز أن يأتي فراشه إلا حبواً ، وكان أحدهم يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام ، ويبلغ من الاجتهاد مبلغاً ما لو قيل له : القيامة غداً ما وجد مزيداً .

وكان إذا جاء الشتاء يقوم في السطح ليضربه الهواء البارد فلا ينام ، وإذا جاء الصيف قام تحت السقف ليمنعه الحر من النوم ، وكان بعضهم يموت وهو ساجد .

وقالت امرأة مسروق رحمه الله تعالى : كان مسروق لا يوجد إلا ساقاه منتفختان من طول القيام ، ووالله إن كنت لأجلس خلفه وهو قائم يصلي فأبكي رحمةً له .

وكان منهم من إذا بلغ الأربعين من عمره طوى فراشه فلا ينام عليه قط .

ويروى أن امرأة صالحة من صالحي السلف – يقال لها ( عجرة ) – مكفوفة البصر كانت إذا جاء السحر نادت بصوت لها محزون : إليك قطع العابدون دجى الليالي يستبقون إلى رحمتك ، وفضل مغفرتك ، فبك يا إلهي أسألك لا بغيرك أن تجعلني في أول زمرة السابقين ، وأن ترفعني لديك في عليين ، في درجة المقربين ، وأن تلحقني بعبادك الصالحين ، فأنت أرحم الراحمين ، وأعظم العظماء ، وأكرم الكرماء ، يا كريم ، ثم تخر ساجدة ولا تزال تدعو وتبكي إلى الفجر .

من كتاب ( جامع الآداب الإسلامية )
عبده بن عبّاس الوليدي


تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

محاسبة النفس


محاسبة النفس

الحمد لله الذي أمرَ بمحاسبةِ النفوس ، وجعلَ عملها للصالحاتِ خيراً من الجلوس ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له ، الذي رفعَ بالمحاسبةِ الرؤوس ، وأعلى بها النفوس ، وأشهدُ أنّ سيدنا محمداً عبده ورسولُـه ، طبيبُ النفوس ، أمر بمحاسبةِ النفس ، قبلَ اليومِ العَبوس ، صلى الله عليه وسلمَ كلما حوسبت نفسٌ وأُزيلَ رجس ، وعلى آله وصحبه ومن سارَ على نهجهِ إلى يوم الدين ، أما بعد : إن من أعظمِ الأمانات أمانةُ النفس ، فهي أعظمُ من أمانةِ الأموالِ والأولاد ، أقسمَ الله بها في كتابه ، ولا يقسمُ الله إلا بعظيم ، قال تعالى : ) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ( وقد جعلَ الله لهذهِ النفس طريقين : طريقُ تقوىً وبه تفوزُ وتُفلح ، وطريقُ
فجورٍ وبه تَخسر وتَخيب .

والناظرُ في حالِ الناسِ اليوم ، يرى رُخص النفوسِ عند أهلِـها ، ويرى الخسارةَ في حياتِـها لعدمِ مُحاسبتِها ، والذين فقدوا أو تركوا محاسبةَ نفوسِهم سيتحسرون في وقتٍ لا ينفعُ فيه التحسر ، يقول جل شأنه : } أنْ تَقولَ نَفسٌ يا حَسْرتى عَلى ما ! فَرطتُ في جَنْبِ اللهِ وإنْ كُنْتُ لَمِنَ الساخِرين { .

وبتركِ محاسبة النفس تسلط الشيطانُ الذي دعا إلى المعصية ، وحذّر من الطاعة ، وزينَ الباطل ، وثبطّ عن العَملِ الصالح وصدّ عنه . وبتركِ محاسبة النفس تمكنت الغفلةُ من الناسِ ، فأصبحَ لهم قلوبٌ لا يفقهونَ بها ولهم أعينٌ لا يبصرونَ بها ، ولهم آذانٌ لا يسمعونَ بها ، أولئكَ كالأنعامِ بل هم أضل ، أولئكَ هم الغافلون .

يقول جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.

يقولُ ابنُ كثيرٍ – رحمه الله – في تفسيرِ قولِه تعالى : { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } : (( أي حاسبوا أنفسَكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادخرتُم لأنفسِـكم من الأعمالِ الصالحةِ ليومِ معادِكم وعرضِـكم على ربِكم ، واعلموا أنه عالمٌ بجميعِ أعمالِكم وأحوالِكم ، لا تخفى عليهِ منكم خافيه )) انتهى كلامه رحمه الله .

* ويترتبُ – كذلكَ – على ترك محاسبة النفس أمرٌ هامٌ جداً ، ألا وهو هلاكُ القلب ، هـلاكُ القلب ! يقولُ ابنُ القيّم – رحمه الله - : " وهلاكُ القلب من إهمالِ النفسِ ومن موافقتها وإتباع هواها " .

وقالَ رحمه الله في إغاثةِ اللهفان : " وتركُ المحاسبة والاسترسالُ وتسهيلُ الأمورِ وتمشيتُـها ، فإنَّ هذا يقولُ بهِ إلى الهلاكِ ، وهذه حالُ أهلِ الغرور ، يُغْمضُ عينيهِ عن العواقبِ ويُمَشّي الحال ، ويتكلُ على العفو ، فيهملُ محاسبة نفسهِ والنظرُ في العاقبة ، وإذا فعلَ ذلكَ سَهُلَ عليه مواقعةُ الذنوبِ وأنِسَ بها وعَسُرَ عليه فِطامُها ولو حَضَرَه رُشْدَه لعلِم أنّ الحميةَ أسهلُ من الفِطام وتركُ المألوف والمعتاد " انتهى كلامه رحمه الله . وكتبَ عمرُ بن الخطابِ t إلى بعضِ عمُّالِهِ :
(( حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة )) .

وكان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم
يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟

وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .

فيجبُ أن يكونَ المؤمنُ محاسباً لنفسهِ مهتماً بها ، لائماً على تقصيرِها قال الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه الله تعالى : (( ومن تأملَ أحوالَ الصحابةِ رضي الله عنهُم وجدَهم في غايةِ العملِ معَ غايةِ الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل بين التفريطِ والأمن )) .

هكذا يقولُ الإمامُ ابن القيمِ عن نفسه وعصره !

فماذا نقولُ نحنُ عن أنفسِـنا وعصرِنا ؟!
* * *
• ولمحاسبةِ النفس نوعـان : نوعٌ قَبلَ العمل ، ونوعٌ بعدَه .

§ النوعُ الأول : محاسبة النفس قبل العمل :
وهو أن ينظرَ العبدُ في هذا العمل ، هل هوَ مقدورٌ عليهِ فيعملَه ، مثل الصيام والقيام . أو غيرَ مقدورٍ عليهِ فيتركَه . ثم ينظر هل في فعله خيرٌ في الدنيا والآخرة فيعملَه ، أو في عملِه شرٌ في الدنيا والآخرة فيتركَه . ثم ينظر هل هذا العمل للهِ تعالى أم هو للبشر ، فإن كان سيعملُه لله فعلَه ، وإن كانت نيتَهُ لغيرهِ ترَكه .

§ النوع الثاني : محاسبة النفس بعد العمل : وهو ثلاثة أنواع :

* النوعُ الأول : محاسبة النفس على طاعاتٍ قصَّرتْ فيها .
كتركها للإخلاصِ أو للمتابعة ، أو تركِ العمل المطلوب كترك الذكر اليومي ، أو تركِ قراءةِ القرآن ، أو تركِ الدعوة أو ترك صلاةِ الجماعة أو ترك السننِ الرواتب . ومحاسبة النفس في هذا النوعِ يكون بإكمالِ النقص وإصلاح الخطأ ، والمسارعةِ في الخيرات وترك النواهي والمنكرات ، والتوبةِ منها ، والإكثارُ من الاستغفار ، ومراقبةُ اللهِ عز وجل ومحاسبة القلب والعمل على سلامتِه ومحاسبةُ اللسان فيمـا قالَه ، وإشغالِه إما بالخيرِ أو بالصمت ، وكذلك يكونُ بمحاسبة العين فيما نظرت ، فيطلقها في الحلالِ ويَغُضُّها عن الحرام ، وبمحاسبة الأُذن ما الذي سَمِعته ، وهكذا جميعِ الجوارح .

* النوعُ الثاني من أنواع محاسبة النفس بعد العمل :
أن يحاسبَ نفسَهُ على كلِّ عملٍ كانَ تركُهُ خيراً من فعله ؛ لأنهُ أطاعَ فيه الهوى والنفس ، وهو نافذةٌ على المعاصي ، ولأنهُ من المتشابه ،
يقولُ  صلى الله عليه وسلم  : (( إن الحلال بَيِّن ! وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمهن كثيرٌ من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقعَ في الشبهات وقع في الحرام )) . ويقولُ عليه الصلاة والسلام : (( دع ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك )) .

* والنوع الثالث :
أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به .
* * *
• ولمحاسبة النفس فوائدٌ جمّةٌ ، منها :

أولاً : الإطلاعُ على عيوبِ النفس ، ومن لم يطلع على عيبِ نفسِه لم يمكنهُ معالجتُه وإزالته .

ثانيـاً : التوبةُ والندمُ وتدارك ما فات في زمنِ الإمكان .

ثالثـاً : معرفةُ حقُ اللهِ تعالى ، فإن أصلَ محاسبةُ النفس هو محاسبتُـها على تفريطها في حقِ الله تعالى .

رابعـاً : انكسارُ العبد وتذلُلَه بين يدي ربه تبارك وتعالى .

خامساً : معرفةُ كرَمِ الله سبحانه ومدى عفوهِ ورحمتهِ بعبادهِ في أنه لم يعجل لهم عقوبتَهم معَ ما هم عليه من المعاصي والمخالفات .

سادسـاً : الزهد ، ومقتُ النفس ، والتخلصُ من التكبرِ والعُجْب .

سابعـاً : تجد أنَّ من يحاسبُ نفسَهُ يجتهدُ في الطاعةِ ويترُكُ المعصية حتى تَسهُلَ عليهِ المحاسبةُ فيما بعد .

ثامنـاً : ردُ الحقوقِ إلى أهلِـها ، ومحاولةُ تصحيحِ ما فات .

وغيرها من الفوائد العظيمة الجليلة .

• وهناكَ أسبابٌ تعينُ المسلمَ على محاسبةِ نفسهِ وتُسهِّلُ عليهِ ذلك ، منها ما يلي :

1. معرفةُ أنك كلما اجتهدت في محاسبةِ نفسكَ اليوم ، استراحتَ من ذلك غداً ، وكلما أهملتها اليوم اشتدَّ عليكَ الحسابُ غداً .

2. معرفةُ أنَّ ربحَ محاسبة النفس هو سُكْنى الفردوس ، والنظرُ إلى وجهِ الربِ سبحانه ، وأنَّ تركها يؤدي بك إلى الهلاكِ ودخولِ
النار والحجابِ عن الرب تبارك وتعالى .

3. صحبةُ الأخيار الذينَ يُحاسبونَ أنفسَهُم ، ويُطلِعونَك على عيوبِ نفسِكَ ، وتركُ صحبة من عداهم .

4. النظرُ في أخبارِ أهل المحاسبةِ والمراقبة ، من سلفِنا الصالح .

5. زيارةُ القبورِ والنظرُ في أحوالِ الموتى الذين لا يستطيعونَ محاسبةَ أنفسِهم أو تدارُكِ ما فاتَـهم .

6. حضورُ مجالس العلمِ والذكر فإنها تدعو لمحاسبة النفس .

7. البعدُ عن أماكن اللهوِ والغفلة فإنها تُنسيكَ محاسبةَ نفسك .

8. دعاءُ اللهِ بأن يجعلك من أهلِ المحاسبة وأن يوفقك لذلك .

• كيفَ أحاسبُ نفسي ؟

سؤالٌ يترددُ في ذِهن كل واحدٍ بعدَ قراءةِ ما مضى .

وللإجابة على هذا التساؤل :
ذكرَ ابنُ القيم أن محاسبةَ النفس تكون كالتالي :

أولاً : البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .

ثانياً : النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .

ثالثاً : محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .

رابعاً : محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته ؟
* * *
قال ابن قدامة في كتابه : مختصر منهاج القاصدين :

وتحققَ أربابُ البصائر أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار - الناتجة عن عدمِ محاسبة النفس - إلا لزومُ المحاسبةِ لأنفسِهم وصِدْقُ المراقبة ، فمن حاسبَ نفسهُ في الدنيا خفَّ حسابه في الآخرة ، ومَن أهملَ المحاسبة دامتْ حسراته ، فلما علموا أنهم لا يُنجيهم إلا الطاعة ، وقد أمرَهم بالصبرِ والمرابطةِ فقالَ سبحانه : }يا أيُّها الَذينَ آمَُنواْ اصبِروا وَصابِرواْ ورابِطوا{ فرابطوا أنفسَهم أولاً بالمشارطةِ ثمّ بالمراقبة ، ثم بالمحاسبةِ ثم بالمعاقبة ، ثم بالمجاهدةِ ثم بالمعاتبة ، فكانتْ لهم في المرابطةِ سِتُّ مقاماتٍ أصلُها المحاسبة ، ولكنْ كلّ حسابٍ يكونُ بعدَ مشارطةٍ ومراقبة ، ويتبعهُ عندَ الخُسران المعاتبةُ والمعاقبة . نأخذها الآنَ بشيءٍ منَ التفصيل :

المقامُ الأول : المشــارطة :
اعلم أنّ التاجرَ كما يستعينُ بشريكهِ في التجارةِ طلباً للربح ، ويشارطهُ ويحاسبه ، كذلك العقلُ يحتاجُ إلى مشاركةِ النفس وشرطِ الشروطِ عليها وإرشادِها إلى طريقِ الفلاح ، والتضييقِ عليها في حركاتها وسكناتها . فمثلاً : إذا فَرِغَ العبدُ من صلاةِ الصُبْح ، ينبغي أن يُفرغَ قلبَه ساعةً لمشارطةِ نفسهِ

فيقولُ للنفس : ماليَ بضاعة إلا العُمُر ، فإذا فَنِيَ مني رأس المال وقعَ اليأسُ من التجارةِ وطلبِ الربح . فليقُل أحدُنا الآنَ قبلَ الموت : يا نفس ، اجتهدي اليومَ في أن تعـمُري خِزانتكِ ولا تدعيها فارغة ، ولا تَميلي إلى اليأسِ والدَعَةِ والاستراحة فيفوتكِ من درجاتِ عليينَ ما يُدْرِكه غيرَكِ المقامُ الثاني : المراقبــة :

إذا أوصى الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : (( أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك )) . فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة .

المقام الثالث : المحاسبةُ بعدَ العمل :
اعلم أن العبدَ كما ينبغي أن يكونَ له وقتٌ في أولِ النهار يشارطُ فيهِ نفسه ، كذلك ينبغي أن يكونَ له ساعةٌ يطالبُ فيهِ نفسه في آخرِ النهار ويحاسبُها على جميعِ ما كانَ منها ، كما يفعلُ التُجّار في الدنيا معَ الشُركاءِ في آخرِ كل سنةٍ أو شهرٍ أو يوم .

المقام الرابع : معاقبةُ النفسِ على تقصيرِها :
اعلم أن العبدَ إذا حاسبَ نفسهُ فرأى منها تقصيراً ، أو فعلَتْ شيئاً من المعاصي ، فلا ينبغي أن يهملَها ، فإنه يَسْهُلُ عليهِ حينئذٍ مقارفةُ الذنوب ويعسرُ عليه فِطامُها ، بل ينبغي أن يعاقبها عقوبةً مباحة ، كما يعاقبُ أهلَهُ وأولادَه . وكما رويَ عن عمر رضي الله عنه : أنه خَرجَ إلى حائطٍ له ثم رَجعَ وقد صلى الناسُ العصرَ ، فقال : إنما خرجتُ إلى حائطي ورَجعتُ وقد صلى الناسُ العصرَ ، حائطي صدقةٌ على المساكين .

المقام الخامس : المجــاهدة :
إذا حاسبَ الإنسانُ نفسَه ، فينبغي إذا رآها قد قارفت معصيةً أن يُعاقبـَها كما سبق ، فإن رآها تتوانى للكسلِ في شيءٍ من الفضائلِ أو وِرد من الأوراد ، فينبغي أن يؤدبـَها بتثقيلِ الأورادِ عليها ، كما وردَ عن ابنِ عمرَ رضي الله عنه ، أنه إذا فاتته صلاةٌ في جماعةٍ فأحيا الليلَ كلَّه! ُ تِلكَ الليلة ، فهوَ هُنا يجاهدُها ويُكرِهُهَا ما استطاع .

المقام السادس والأخير : معاتبةُ النفسِ وتوبيخُـها :
قال أنس رضي الله عنه : سمعتُ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه ، وقد دخلَ حائطاً ، وبيني وبينه جدار ، يقول : عمرُ بن الخطاب أميرُ المؤمنين !! بخٍ بخ ، واللهِ لتتقينَ الله يا ابن الخطاب أو ليُعذبنَّك ! .

أخي الحبيب : اعلم أن أعدى عدوٍ لكَ نفسُكَ التي بين جنبيك ، وقد خُلِقتْ أمارةً بالسوءِ ميالةً إلى الشرورِ ، وقد أُمرتَ بتقويمها وتزيكتها وفطامها عن موارِدِها ، وأن تقودَها بسلاسلِ القهْرِ إلى عبادةِ ربِها ، فإن أنتَ أهملتها ضلّتْ وشَرِدتْ ، وإن لزمتَها بالتوبيخِ رَجونا أن تصيرَ مُطمئنة ، فلا تغفلنّ عن تذكيرِها .

أخي الحبيب : كم صلاةٍ أضعتَها ؟ كم جُمُعَةٍ تهاونتَ بها ؟ كم صدقةٍ بَخِلتَ بها ؟ كم معروفٍ تكاسلتَ عنه ؟ كم منكرٍ سكتَّ عليه ؟ كم نظرةٍ محرمةٍ أصبتَها ؟ كم كلمةٍ فاحشةٍ أطلقتها ؟ كم أغضبتَ والديك ولم ترضِهِما ؟ كم قسوتَ على ضعيفٍ ولم ترحمه ؟ كم من الناسِ ظلمتَه ؟ كم وكم ...؟
إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ
هذا والله تعالى أعلى وأعلم وأحكم ، وصلى الله وسلمَ وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه أجمعين .

* * *

المراجع:
1. كيـف تحاسب نفسـك ؟
لفضيلة الشيخ : سعد بن سعيد الحجري .
2. مختصر منهاج القاصدين .
للإمـــام : ابن قدامة المقدسي .

صناعة النفس- Industry self


صناعة النفس

للإنسان قُدْرَةٌ في إظهار نفسه و تكوينها ، و هو في ذلك غنيٌّ عن إظهار غيره له .
و هذه حال كثيرين يعتمدون على غيرهم ، و يرتقون على أكتاف كبرائهم لإظهار أنفسهم .
و هذا فيه ما فيه من هضم النفس ، و هَدْرٍ لما وهبها الله من آليَّات النهوض بها ، و الرقي بها في سماء العلو .
و لذا كانت وظيفة ( صناعة النفس ) سائدة لدى فئة من الناس لا يُزَاحَمُوْنَ في وظيفتهم ؛ و هذا إنما هو : لقلَّتِهم ، و لعلو همتهم ، و لقوة عزيمتهم .
فَمِنْ شابههم سلك دروبهم . و مَنْ لا فلا .
و هذه أسطرٌ كاشف فيها معاني ( صناعة النفس ) من خلال مباني الأحرف .
و مؤصِّلاً وظيفة ( صناعة النفس ) موافِقَاً أصول الشريعة ، مراعياً أُسُسَ التربية .

معنى ( صناعة النفس ) :
قـد يتبادر إلى الذهن معنى لـ ( صناعة النفس ) غيرُ مُرادٍ لي ؛ و دفعـاً لتلك المبادرة أُبيِّنُ المعنى من (صناعة النفس ) و هو :
سعيُ الإنسان _ الجادّ _ نحو إظهار نفسه ، و الكشف عن مكنوناتها و مهاراتها التي تؤدي بها نحو عالم الإبداع . مع اعتماده على ذاته وما كان خافياً فيها من قُدَرٍ .
و هذا المعنى هو من بنيَّات الفكر ، و بَوْحِ الخاطر .

قواعدُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) قواعدُ و أصولُ بها تُتْقَنُ و تُحْكَمُ ( صناعة النفس ) ، و بدونها ، و حال تخلُّفِها يكون الخلل ، و يُخَيِّمُ الفشل .
و ههنا أمورٌ أربعة هنَّ أصولٌ لـ ( صناعة النفس ) :
الأول : معرفة قُدُرَاتُ النفس :
إن الله _ تعالى _ متَّعَ الخلق بقُدَرٍ و مواهبَ ؛ و هذه المواهب و القُدَرُ متفاوتةٌ بين الناس ، و هم فيها متباينون .
فإذا عرف الإنسان قُدُرَاتُ نفسِه أحسن استعمالها ، و انشغل بها عن غيرها .
و معرفة قُدَرُ النفس مُرْتَكِزَةٌ على رَكِزَتَيْن :
الأولى : عدم رَفْعِ النفس فوق قدْرِها .
حيث ترى _ و هو كثير _ مَنْ يُخادع نفسه و يُلْبِسُها لباس الزور فيُنزلها منازل كبيرةً عليها ، ليست هي من أهلها و لا قَرُبَتْ من أحوالهم .
الثانية : عدم إهانتها و إنزالها عن قدرها .
و هذه كسابقتها في الكثرة و الانتشار .
و أعني بقُدَرِ النفس : ما تعرف النفس أنها ميَّالَةٌ إليه ، و تتيقَّنُ أنها تُنْتِجُ فيه أكثر .

الثاني : حُسْنُ إدارة النفس :
إدارة النفس تعني : قُدْرَةُ الفرد على توجيه مشاعره و أفكاره و إمكانياته نحو ما يريد تحقيقه ، و ما يصبو إلى تحصيله ( ).
فَحِيْن يستطيع الإنسان أن يوجِّهَ خواطره و مشاعره نحو ما يسعى إليه في حياته يكون بدءُ ( صناعة النفس ) .
و إدارة النفس فنُّ له أصوله و قواعده و مهاراته ، فليس هو أمرٌ بالهيِّن ، و لا بالشأن السَّهل .
الثالث : تزكيةُ النفس :
تزكية النفس هي : تنميتها ، و تطهيرها .
فتنميتها تكون بـ : الطاعات ، و الفضائل .
و تطهيرها يكون بـ : التخلِّي من الآفات ؛ المعاصي ، سفائل الأخلاق .
هذان أُسَّان في تربية النفس و تطهيرها .
الرابع : التدرُّج :
النفس توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون ، فإذا أراد صاحبها أن يُبْدِعَ في ( صنلعة النفس ) فلا بدَّ له من نقلها من مواطن الركود و الدعة إلى مشارف العلو و الرفعة .
و هذا يحتاج إلى أن يتدرَّج بها صاحبها من الدُّوْنِ إلى العلو ؛ شيئاً فشيئاً قليلاً قليلاً .
و سرُّ ذلك : أن في التدرُّج تنقُّلٌ مُمَهَّدٌ يستدعي تقبُّلَ النفس لتلك الصناعة .
و العكس ذو آفة يعرفها من أدرك حقيقة ذاك السر .
الخامس : الحكمة :
إن ( صناعة النفس ) تقتضي التعامل بالحكمة مع النفس ؛ فلا تُجْهَد ، و لا تُطْلَق لها الأزِمَّة .
فيراعيها في موطنين :
الأول : موطن الإقبال نحو المعالي ؛ فيغتنم تلك الفرصة لتربيتها ، و تنميتها .
الثاني : موطن الإحجام عن الفضائل فيستعمل معها سياسة القيادة من جهتين :
الأولى : الترغيب ؛ فيرغب نفسه بفضائل الأفعال ، و مقامات الكمال .
الثانية : الترهيب ؛ فيرهب نفسه بعواقب الدُّنُوِّ ، و يُبَيِّنُ لها مساويء الأعقاب .

طرقُ( صناعة النفس ) :
لـ ( صناعة النفس ) طريقان مهمان :
الأول : طريق ( الذات ) :
و أعني به : أن يكون الإنسان هو الصانع لنفسه ؛ و ذلك من خلال القواعد الخمس السابقة .
الثاني : طريق الغير :
و أعني به : أن تكون ( صناعة النفس ) للإنسان من خلال من هو خارج عنه _ أي : عن نفسه _ من : صاحب ، أو عالم ، أو أبٍ ، … .
مجالات( صناعة النفس ) :
المجالات كثيرة و متعدِّدَةٌ ، و لكن ما يهمُ هنا هو ما يتعلَّق بالأمور المتعلِّقة بالإسلام ؛ و هما مجالان :
الأول : مجال العلم :
فإن أغلب الناس _ الصَّالحين _ ممن أعملَ نفسَه في العلم : طلباً ، و تعليماً ، و تأليفاً ... .
و هذه مَحْمَدَةٌ و مَنْقَبَةٌ يُفرَح بها .
لكن الأمر المُؤْسِف أن يكون من يشتغل بالعلم دائمَ الصعود و الظهور على أكتاف أشياخه ، ملازماً لتقليدهم ، حَذِرَاً من إبداء أي رأي له خَشْيَةَ عدم المُوَافَقَة .
و هذه سلبية لا إيجابية .
إذ الواجب على الإنسان أن يكون مُسْتَقِلاًّ بنفسه ، مُعْتَمِدَاً عليها .
و هذا هو شأن كثير من العلماء ما أظهرهم إلا هم ، سعوا جادِّيْن نحو ( صناعة النفس ) فأبدعوا و أنتجوا ، في حين أن غيرهم ممن سيطر عليه الخوف ما بَرِحَ مكانه .
و لا أعني بكلامي هذا إسقاط ما للعلماء من مكانة و تأثير في نفس الإنسان ، و إنما أُريدُ أن يكون الإنسان ذا رأي مُعْتَبِرَاً لنفسه قَدْرَاً و وزْنَاً ، و يَنْفَرِدُ بالسعي في تَحْصِيْلِ العلم بعد أخذ مفاتحه و أصوله على مشايخه .

الثاني : مجال الدعوة :
و هذا أكثر و أشهر من سابقه .
و ( صناعة النفس ) فيه تكون بأن يَعْتَمِدَ الإنسان على ذاته في تبليغ الدعوة ، و نشر الدين في أوساط الناس .
و كذلك أن يسعى لإيجاد طرائق مُتَعَدِّدَةٍ لتبليغ الدين ، و نشر الدعوة في أوسع نطاق

 Industry self-
For a person's ability to show himself, composition, and is in it goes on to show other him.
And this case many people are dependent on others, and يرتقون on Kpraúhm shoulders to show themselves.
And this is where the self-digestion, and waste to and from the God-given promotion mechanisms, and prosperity in the sky altitude.
And so the function (Industrial Arts) prevailed in a class of people crowding in their office; and it is this: to tell them, and altitude Hmthm, and the strength of their resolve.
It is the like wire Droppem. And who does not is not.
These lines where the meanings of reagent (Self industry) through the buildings of the characters.
And Masla function (Industrial Arts) agree Sharia assets, taking into account the foundations of education.
Meaning (Industrial Psychology):
May come to mind for meaning (Industrial Arts) is Murad me; and impetus to this initiative show the meaning of the (Self industry) and is:
Human quest _ hard _ to show himself, and detect Mknonadtha and skills that lead them toward a world of creativity. With the same dependence on what was a secret deal.
This is the meaning of the structures of thought,, Bouh Khater.
Rules (Industrial Psychology):
For (Self industry) rules and principles by the master and Control (Industrial Arts), and without them, and if effects have bugs, and threatening its failure.
And here, four things are assets for (Self industry):
First: the capacity of self-knowledge:
The Almighty God _ _ Creation pleasures as much talent; these talents and varying degree among the people, and they where Mtbinon.
If a person knew himself better use of capacity, and preoccupied by the other.
And find out as much as self-centered on Rkzatan:
First: Do not raise above the increase of self.
Where you see _ and it is much the same _ of cheating and wear them for dress-Zour Vinzelha large houses on them, are not the people and not brought from their condition.
Second: Do not humiliate and landings of.
These predecessor in abundance and proliferation.
I mean, as far as self: self-defined as prone to it, and make certain that they produce the most.
II: good self-management:
Self-management means: an individual's ability to direct his feelings, his thoughts and possibilities about what he wants to achieve, and what aspires to be collected ().
When a man can draw his thoughts and feelings about what you seek in life be the start of (Self industry).
Self-management and the art of his assets, rules and skills, it is not insignificant, and not the easy issue.
III: Islam self:
Islam is the self: their development, and cleared.
Vtnumeitha be: good deeds, and virtues.
And be cleared b: the abandonment of pests; sins Svaúl is morality.
These Asan in Educational Psychology and cleared.
IV: Gradient:
Self eager about complacency, and seeking to inactivity and sleep, if the owner wants to innovate in (self Snlah), he must transfer of stagnation and complacency citizen into the outskirts height and greatness.
And this needs to be graded by the owner of the Don to the altitude; little bit slowly.
And the secret: that in the hierarchy of movement paved calls self to accept the industry.
And vice versa with the scourge known to realize the fact that password.
V: Wisdom:
The (Self industry) requires dealing with self wisdom; not straining, and does not release its crisis.
Veraiha in موطنين:
The first: the home of appetite Excellencies; Fagtinm of that opportunity to breeding and development.
II: home to refrain from well placed with her virtues policy leadership from two sides:
First: carrot; Vergb the same virtues of acts, and shrines perfect.
Second: intimidation; Verhb the the same consequences الدنو, and shows her misdeeds الأعقاب.
Ways (Self industry):
For (Self industry) two important roads:
I: through (self):
And I mean it: to be human is the manufacturer for himself; and through the rules of the previous five years.
II: Using others:
And I mean it: be (Self industry) to humans through is outside of him _ ie: all the same _: the owner, or the world, or a father, ....
Areas (Industrial Psychology):
Many and varied fields, but what matters here is with respect to matters relating to Islam; and two areas:
First: the area of ​​science:
Most people _ righteous _ who work the same in science: a request, and educated, and تأليفا the ... .
, This Mamedh and veiled rejoices.
But it is unfortunate to have a permanent actuation of science ups and emerging on the shoulders Oheachh, inherent in their tradition, wary of giving any opinion of him for fear of disapproval.
And this is a positive not negative.
It is obligatory for the rights to be independent himself, relying on them.
This is the case with many of the scientists what أظهرهم but they sought are serious about (industry self) Vibdawa and produced, while others who are dominated by fear has been in his place.
And I do not mean my words this drop what scientists prestige and influence in the same rights, but I want to be human The opinion saying the same amount and weight, and the keeper of seeking to collect the flag after taking approached and the assets of the Sheikhs.
II: advocacy:
This is more and months of its predecessor.
And (Self industry) it be that human depends on itself in the Report of advocacy, and spread the faith among the people.
And also seeks to find multiple ways to Report of religion, and to propagate in the widest

حرر نفسك- Free yourself


حرر نفسك

 الحمدالله رب العالمين الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
حرر نفسك ,هذا الموضوع يتخيل البعض منا من العنوان أن تحرير النفس من القيود كالسجين أو من الروتين الممل, الصراحة ياإخوان أقصد هنا بتحرير النفس من المعصية ذلك الكابوس الجاثم على صدور ونفوس كثيرٍ منا الله المستعان ,المعصية التي تخلق جواً من الكآبه والحزن وضيق النفس وهلم جر من الأمور التي يصاحب صاحبها جراء فعله للمعصية قال تعالى في سورة الأنعام (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ) (125).
فالشاهد أن المعصية تضيق الصدر كما ذكرت آنفاً ,إذاً فلنحرر هوانا وأنفسنا من تلك القيود ولننطلق في حدائق الطاعة ولننهل من خيرها الواسع فلنجرب طاعة ساعة واحدة والله ياإخوان إنها تجلب للنفس الإنتعاش والسعادة والطمأنينة فلنجرب اليوم ياإخوان ولنبدأ من اليوم تكسير القيود ولتحرر نفسك من ذل الإنقياد للهوى والشيطان , جرب القرب من الرحمن بسجدة واحدة سجدة خالصة له جل وعلا سجدة نغسل فيها شوائب المعاصي وننشر فيها صحائف الماضي ,لتتحرر من الماضي الذي يذكرك بقيود المعصية هذه القيود التي أعرف أنها ثقيلة وكبيرة وصعبة الفكاك ولكن إجعل النية خالصة لوجهه الكريم حاول أن تتجرد لله وحده في غرفتك وتصلي ركعة له تعالى قم الآن توضأ لا تنتظر ولا تنتظري فك قيدك أنظر يسارك ويمينك خذ مفتاح القيد فك السلاسل لاتنظر إلى الساعة هذا موعد السهرة تجرد اليوم هذه الساعة فقط لله جل وعلا والله ستجد الراحة التي كنت تبحث عنها ستجد المتعة التي طالما بحثت عنها في السفر, بين الأصدقاء, خلف الفضائيات ومواقع الإنترنت.
القيد الذي كنت مرتبطاً به ستجده تلقائياً قد حل ستجد الناس من حولك قد تغيرت معاملتهم لك من معاملة بالمعصية إلى معاملة بالطاعة ,الناس الذين تركوك في هذا الوقت العصيب ستجد صدقني خيراً منهم يقول إبن القيم رحمه الله تعالى: ( إذا إستغنا الناس بالناس إستغنِ أنت بالله ).
ألا يكفيك الحق تبارك وتعالى, النبي عليه الصلاة والسلام عندما طردوه قومه كان لوحده بالنسبة للبشر ولكن الله تبارك وتعالى كان معه وهو نبي نبي نبي أفهمت معنى نبي يعني أفضل البشر على الإطلاق ولكن لله جل وعلا حكمه في ذلك لنتعلم ونأخذ الدروس منه عليه الصلاة والسلام,كل منا يعرف نفسه فممني نفسه هواها ومطلق العنان لها أو ممسك لجامها ومدرك عظم المعصى وليس حجم المعصية.
فلنبدأ من الآن ولنتفق على فك القيد ولنجعلها طاعة أبدية وصفاء نفس أبدي لله جل وعلا ولنجعلها فاتحة خير للأمة فصدقني رجوعك هو فاتحة خير لها فلا تحقر نفسك أبداً فأنت الذي ستقودها إلى العزة والكرامة بتركك للمعصية وفك قيدك منها.
والله من وراء القصد.

 Free yourself

 
Ahamdallah to Allah the Merciful and prayers and peace be upon our Prophet Muhammad and upon his family and companions.
Free yourself, the subject imagines some of us from the address that the liberalization of the breath of restrictions Calcgen or routine boring, frankly ياإخوان mean here to edit the breath of sin that nightmare perched on the issuance of the hearts of many of us God used, sin, which creates an atmosphere of gloom and sadness, shortness of breath and so traction of the things that accompanied by the owner to do for disobedience to the Almighty said in Surat cattle (it is God to guide him open his chest to Islam and want to يضله the critical makes a narrow chest, as if up in the sky, so God makes abomination to those who do not believe) (125).
فالشاهد that sin narrow chest as I mentioned earlier, if Flanhrr contempt and ourselves from these restrictions and to proceed in the gardens of obedience and drink from its goodness broad Let's try to obey one hour and God ياإخوان It brings the same freshness and happiness and tranquility Let's try today ياإخوان Let's start the day cracking restrictions and free yourself from the yoke pander to Hue and the devil, try the proximity of Rahman Bsadjadh one prostration purely his Almighty prostration wash the impurities of sin and publish the sheets the past, to be liberated from the past that reminds you of restrictions sin these restrictions that I know they are heavy and large and difficult to escape but Mark faith pure face Karim tried to تتجرد God alone in your room and pray one rak'ah his exalted Now, Todo Do not wait and wait for decoding Qiedk see your left and your right Take the key constraint decoding strings Do you see the time of this appointment Evening stripped Today this time only to God Almighty God, you will find comfort that you are looking for you will find fun, which has long searched for travel, among friends, behind satellite TV and Internet sites.
Constraint that you are automatically associated with'll find it has solved you'll find the people around you may have changed their treatment of treatment of sin to obedience, people who Trkk in this difficult time, you'll find them Believe me, good son says Almighty God's mercy values: (if Astgna the people people Asngn you God ).
Not enough for the right, the Almighty, the Prophet peace be upon him when he drove him out of his people was alone for humans, but the Almighty God was with him a prophet prophet prophet أفهمت meaning prophet means better human beings at all, but God Almighty rule in order to learn and take lessons from him blessings and peace, Each of us knows same Vmmna same desires and unbridled or constipated Jammeha of and Almasy bone aware of and not the size of disobedience.
Let's start from now and agree to lift the restriction and make it obey eternal and clarity of the same eternal God Almighty and to make it a good omen for the nation Vsedkna your return is a good omen have not demean yourself you never which ستقودها to the pride and dignity بتركك for disobeying dismantling Qiedk them.
The God of the intent behind.

تهذيب النفس وأثرها في تهذيب الغير!! - Self-discipline and its impact in the disciplining of others!!


تهذيب النفس وأثرها في تهذيب الغير!!
 لقد أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نهذب أنفسنا ونزكيها ونطهرها من المعايب فقال جلا وعلا في كتابه الكريم : ( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) سورة الشمس آيه :" 9:10 " فالفلاح في تزكية النفس والخسران في إهمالها وتركها بدون تزكية وتهذيب فيُترك لها العنان في أن تقترف من الذنوب ما تشاء وتُحصل من المباحات ما تهوى دون محاسبة ومعاتبة، وانظر إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " ، ولهذا نبه الكثير من الصالحين على ضرورة محاسبة النفس فقال ميمون بن مهران " إن التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح " ، وقال أيضا : " لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه . ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك "، وقال الحسن البصري : " إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته ، يستقصرها فيندم ويلوم نفسه ، وإن الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه " .

إن المسلم يحتاج في حياته إلى تهذيب النفس حتى تستقيم له فتكون نفساً مطمأنة طيبة تدعوه إلى الخير وتحببه فيه وتنهاه عن المنكر وتنفره منه وهذا التهذيب لن يكون إلا إذا عاد المرء إلى نفسه فعلمها و أدبها وذكرها بتقصيرها في حق ربها ثم جعل لها القرآن قائدا والرسول أسوةً وانظر إلى حال مالك بن دينار حينما يدعو إلى العبد الذي يرجع إلى نفسه فيهذبها ويذكرها بتقصيرها فيقول: "رحم الله عبداً قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله عزوجل فكان لها قائدا ً " .

وإذا كان المسلم العادي يحتاج إلى تهذيب نفسه حتى تقوى صلته بالله فما بالنا بالدعاة والمصلحين وأصحاب الهمم الذين يحملون همّ الدعوة والإصلاح ويسيرون بين الناس هنا وهناك لنشر دعوتهم فلهم أشد حاجة إلى تهذيب أنفسهم حتى يستطيعوا أن يهذبوا غيرهم ولهذا رأينا الأمام علي رضي الله عنه ينصح الأئمة والدعاة والمصلحين فينادي عليهم قائلاً : " من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتهذيب نفسه قبل تهذيب غيره ، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم" : - بالطبع إذا ترك تعليم نفسه وتهذيبها – فانظر أخي إلى هذا الكلام الراقي الذي يفتقده الكثير من الدعاة والمصلحين خاصة من طلبة العلم وأهل الألتزم الجدد الذين ينصبون أنفسهم في بعض الأحيان أئمة يريدون أن يهذبوا الناس على الرغم من أنهم لم يهذبوا أنفسهم وتجد أفعالهم وسلوكياتهم وأخلاقهم بعيدة كل البعد عن أقوالهم وأحاديثهم ، فيامن تنصب نفسك إماماً وداعيا لهذا الدين راجع نفسك وهذبها وأعلم أنك مسؤول وأن الناس ينظرون إليك ويقتدون بأفعالك فاحذر أن تكون معول هدم دون ان تشعر .

ولقد حذر الكثير من أهل العلم والصلاح من ترك الإنسان لتهذيب نفسه مع إقدامه على تهذيب غيره ، واسمع إلى هذه النداءات التي نحتاج إلى فهمها والوقوف معها : " من لم تهذبك رؤيته فاعلم أنه غير مهذب ، ومن لم ينعشك عبيره من على بعد فاعلم أنه لا طيب له ولا تتكلف لشمه "
" من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه " .

وانظر إلى سير الصالحين لتدرك أنهم كانوا يدعون الناس بسلوكهم وجميل سيرتهم وحسن أخلاقهم فيكاد الناس ينتفعون بأدبهم وبرؤيتهم أكثر من انتفاعهم بعلمهم وأقوالهم وأضرب لذلك بمثالين فقط : أحدهما : للإمام مالك رحمه الله- صاحب المذهب العروف والكتاب المشهور- الذي يقول عنه صاحبه : " ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه " والثاني : للحسن البصري رحمه الله – صاحب الأقوال الباهرة والكلمات الرققيقة المعبرة والمواقف القوية الرائعة – الذي قالوا عنه : كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به وإن لم يرعلمه ولم يسمع كلامه " ، فانظر إلى الأدب وحسن السيرة وجميل الخلق كيف يكون لهم الأثر الكبير في إحداث الإصلاح وقبول الدعوة ونشر الخير فعلينا أن نهذب أنفسنا ونلزمها الخير والسلوك الطيب حتى نتمكن بعدها من تهذيب الغير بيسر وسهولة فيتحقق الخير للأمة وينتشر الدين بين الناس فيسعد الجميع في الدنيا والآخرة .

 Self-discipline and its impact in the disciplining of others!!

 
I've ordered the Almighty God that نهذب ourselves and Nzakiha and نطهرها of المعايب said Gila and exalted in the Holy Qur'an: (has returned from زكاها * was disappointed دساها) Surat sun AIX: "9:10" peasant in Islam self and loss in the neglected and left without sponsorship and refine he gives her free rein to commit sins as you like and get permissible what loves without accountability and Matbh, and look at the words of the Prophet peace be upon him when he says "the bag from Dan himself and work beyond death, unable to follow the same desires and wished to God's wishes," That alerted a lot of the righteous on the need to hold accountable self said Maimon Ben Mehran "to meet the most accountable for himself Sultan insubordinate and partner stingy", also said: "Do not be a slave and devout, so that the same more accountability from partner to partner. therefore said: Self Kalshrak الخوان if Thasabh the owner went, "Hasan al-Basri said:" The believer and God what you see, but blames himself on each form, Istqzaretha فيندم and blames himself, even immoral to proceed does not admonishes himself. "
The Muslim needs in his life to be trimmed self even upright him Vtkon breath Mtmona good invite to goodness, and تحببه it and تنهاه evil, and Tnverh him and this discipline would only be if he returned one to the same Flmha and literature and mentioned Ptgosairha the right of her Lord and then make her Koran leader and prophet like and to see if Malik bin Dinar when calls to slave which is due to the same Fahzbha and reminding Ptgosairha says: "God bless slave said to himself: Are not her as well? Are not Her well? then Zmha, then Khtmha, then prayer is the book of God Almighty was her commander" .
If the average Muslim needs to be trimmed himself even stronger connection with God, let alone بالدعاة and reformers and the owners of determination who hold their advocacy and reform and walking among the people here and there to spread their call they have the most need to discipline themselves so that they can Ahzbwa others and for this we have seen Imam Ali may Allah be pleased with him advised imams and preachers and reformers فينادي them, saying: "It is self-styled people imam فليبدأ politely himself before disciplining other, but not refined biography before refine his tongue, and a teacher himself and Mhzbha deserving Balajellal of teacher people and Mhzbhm": - Of course, if you leave teach himself and refine - see my brother to this speech Upscale who misses a lot of preachers and reformers, especially from students of science and the people Aloltzm neo who setting up themselves sometimes imams want to Ahzbwa people even though they did not Ahzbwa themselves and find their actions and behavior and morals are far from their words and conversations, Faamn focus yourself as an imam and calling for the debt See yourself and Hzbha and know that you are responsible and that people look at you and يقتدون Bofalk beware that the be pickaxe demolition without that feeling.
I have warned many of the scholars and goodness of leaving the human to fine tune the same with daring to fine tune the other, and listen to these calls that we need to understand and stand with them: "It is not Thzpk see him know that he is rude, it is not ينعشك عبيره from a distance know that he is not good it does not cost Shamma "
"It did not benefit you for a moment did not benefit you the word."
And look at the conduct of the righteous to realize that they were calling people their behavior and beautiful their careers and good morals فيكاد people benefit Bodbam and see them more than benefit, their knowledge and their words and smite so Bmthalin only: one: of Imam Malik Allah's mercy - his doctrine Aerov and the famous book - who says his neighbor: "What I learned of literature owner the best of his knowledge, "and the second: to Hasan al-Basri God's mercy - his words impressive and words Alriqqikh expressive and attitudes powerful brilliant - which they said: He was the man if he looks to Hassan benefited him but not Aralmh did not hear his words," look to literature and good conduct and beautiful Creation how to have a significant impact in bringing about reform and accept the invitation and dissemination of good we must نهذب the ourselves and Nlzimha the goodness and good behavior so that we can then fine tune the non-readily and easily فيتحقق good of the nation and religion spread between people فيسعد everyone in this world and the hereafter.



أثر الإسلام في تغيير النفس الإنسانية - The impact of Islam in changing the human psyche


أثر الإسلام في تغيير النفس الإنسانية
الإسلام ذلك الدين العظيم الذي ارتضاه الله للبشرية جمعاء دينا قيما خالدا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ,حيث قال فيه :" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا .."(3) المائدة
هذا الدين العظيم كان له الأثر الواضح في تغيير النفوس والأفكار نحو الأفضل و الأصلح بالنسبة لمعتنقيه " إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم .... " الإسراء

و ليس هذا في الأجيال المتلاحقة إنما في نفس الجيل و حتى في نفس الشخصية , وإن المتتبع لمن أسلم وحسن إسلامهم في مختلف الأزمان يلاحظ مستغربا كيف انقلبت حال هؤلاء الأشخاص من حال إلى حال , وكيف نبذوا ما حملوه من أفكار وقيم بمجرد الدخول في هذا الدين, وفور تسلل شعاع النور إلى قلوبهم

وما الصحابة رضوان الله عليهم في مجملهم إلا مثالا واضحا لما نقول, فقد كان الواحد منهم في الجاهلية جلفا , قاسيا , شحيحا , لكنه ينقلب رأسا على عقب بمجرد أن يصدع بالحق , ويعلن الدخول في الإسلام .
ومن أمثلة هذا الذي نذكره , تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء و اسمها ( تماضر بنت عمرو ونسبها ينتهي إلى مضر ) فقد مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتها أشد الاختلاف , متنافرا أكبر التنافر , أولاهما في الجاهلية , وثانيهما في الإسلام وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة .
- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر , فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم , فلبت النار به , وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه , ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته :
قذى بعينك أم بالعين عوار           أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار
كأن عيني لذكراه إذا خطرت            فيض يسيل على الخدين مدرار
وإن صخرا لوالينا وسيدنا            وإن صخرا إذا نشتو لنحار
وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا          وإن صخرا إذا جاعوا لعقار
وإن صخرا لتأتم الهداة به            كــأنـه عـلـم في رأســه نار
حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة         شهــاد أنديــة للجيــش جرار
ومما قالته أيضا :
أعيني جودا ولا تجمدا          ألا تبكيان لصخر الندى
ألا تبكيان الجرئ الجميل          ألا تبكيان الفتى السيدا
طويل النجاد رفيع العماد           ساد عشيرته أمردا
وكان مما قالته أيضا :
ياعين جودي بالدموع السجول         وابكي على صخر بدمع همول
لا تخذلـيـني عـنـد جــد البكـا         فليس ذا يا عين وقت الخذول

ومما فعلته حزنا على أخويها صخر ومعاوية ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس , تلطم خديها , وقد علقت نعل صخر في خمارها ( ديوان الخنساء طبعة بيروت قافية القاف ) .

- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام
فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله
لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم , فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها , ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب , وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة :
" الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم , وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته "
ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا , ويبقى في حيرة من أمره
فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها , ورأب صدع قلبها , إنها باختصار دخلت في الإسلام , نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء , مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود .
فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل
وانتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار
وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف , وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين

نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال , ويرقى به إلى مصاف الكمال , فيتخلى عن كل الرذائل , ويتحلى بكل الشمائل , ليقف ثابتا في وجه الزمن , ويتخطى آلام المحن ,و ليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض .
وما حال الخنساء حال فريد على مر الأزمان و العصور , بل هو حال كل إنسان اعتنق الإسلام وأيقن بالجنة والنار والحساب والجزاء
وما جرجة الروماني الذي كان أحد قادة جيوش الروم في معركة اليرموك إلا امتدادا للتحول الكبير الذي يحدثه الإسلام , فقد دعاه خالد بن الوليد قبل بدء المعركة إلى الإسلام فأعجب به وصدح لسانه بالشهادتين , وخر قلبه ساجدا لخالق السماء والأرض فتحول ليقاتل مع جيوش المسلمين واستشهد في تلك الغزوة فكان من التابعين رضوان الله عليهم أجمعين وكان من القلائل الذي استشهدوا ولم يسجدوا لله سجدة واحدة .
وفي العصر الحديث كثير ممن أسلموا وحسن إسلامهم فنبذ كل الأفكار والقيم والمعتقدات البالية وما قصة جيفري لانك ومحمد أسد والمغني البريطاني الشهير كات ستيفنز والذي صار اسمه فيما بعد يوسف إسلام وغيرهم إلا شاهد لما يحدثه الإسلام من تغيرات في النفس الإنسانية نحو الأحسن والأفضل .

نعم إنه الإسلام , هذا الدواء الناجع الذي أرسله الله لنا شفاء لما في النفوس , وتصحيحا لما في العقول من مفاهيم , وانقلابا جذريا على واقع ملؤه العادات البالية والمعتقدات الفاسدة .
هذا هو الإسلام الذي يذلل الصعاب , ويوحد الجهود , ويرقى بالإمكانيات , ويقول للإنسان غير نفسك تغير العالم .
نعم لقد تسلل الإسلام إلى قلوب الكثيرين في الماضي والحاضر , فجعل منهم أنموذجا حيا وواضحا لأثره وتأثيره في التغيير , فنقلهم من ذل المعصية إلى عز الطاعة , ومن حدود الدنيا إلى حدود الخلود , ومن قسوة القلب إلى حشا سويداؤه الحب والرحمة وشغافه الخشية والخضوع فكانوا بذلك خير مثال لخير دين .

نعم إنه الإسلام الذي أعرض العالم عنه وقصر المسلمون في تبليغه بصورته البيضاء الناصعة فضاع العالم كله وماج بالفتن والمحن وظهرت دعوات الباطل بدلا من دعوة الحق وما ذلك إلا لأننا نسينا وصية رسول الله " وليبلغ الشاهد منكم الغائب "
والحمد لله رب العالمين .


The impact of Islam in changing the human psyche
Islam a great religion which was favored by God for all mankind our valuable immortal not done wrong in the hands of his successor, where he said: "Today I have perfected your religion for you and completed My favor upon you and chosen for you Islam as your religion ..." (3) Round
This great religion has had a clear impact in changing hearts and thoughts about the best and fittest for its adherents, "this Qur'an guides to that which is doing ...." Isra
And this is not in generations successive but in the same generation, and even in the same personal, though Orbiter is the safest and Hassan Islam in different times noted surprising how overturned if these people from event to event, and how they have renounced what carried him from the ideas and values ​​once you enter into this religion, As soon as the infiltration of the light beam to their hearts
The prophet, God bless them in مجملهم but a clear example of what we say, it was one of them in ignorance uncouth, tough, tight, but it is turning upside down Once يصدع the right, and announce to enter Islam.
An example of this, which remind him, that Arab women named Balkhnads and its name (تماضر girl Amr and lineage end to harmful) has passed two cases alike but its disposal towards each case was different with its predecessor the most difference, Mtnafra greater repulsion, the first in ignorance, and the second in Islam If that does not know why surprised by the behavior of this woman.
- The first case was in ignorance day I heard the news of the death of her brother Sakhr, the news fell on her heart thunderbolt in wildfire, Vlapt the fire, and Toukdt Embers heart saddened him, and her tongue pronunciation Bmrthiat has reached dozens of poems, was what she said:
Mote eyes or eye flawed or shed as devoid of her family house
As if my eyes to his memory if iceberg came up dripped on cheeks Medrar the
The Cka to Oalina and master though Cka If Nsto to Nhar
The Cka intrepid if rode though Cka if starved for a drug
The Cka Tatm remission him like a flag in the head fire
Porter brigades Hbat the valleys of the testimony of the army units clubs
And also what she said:
My eyes nor presence تجمدا not Tbekaan to rock dew
Not Tbekaan the bold beautiful not Tbekaan the boy AIDS
Long Ahmadinejad high-General prevailed clan Omerda of the
It was also what she said:
Aain Judy tears Alsjul and cry on the rock Bdma Hmul
Not Takzlina when grandfather mulberry The Ya Ein no time Alkhdhul
It did sorrow for her brothers and rolling rock Roy at the age that he saw floating around the house a shaved head, تلطم her cheeks, has commented in her khimaar rock sole (Office Khansa Beirut edition gathered rhyme).
- The second case experienced by these women, which is a far cry from the first case by day Bellman Club that Wehbe armies of Islam to defend their religion and belief and the spread of Islam
Her four children were collected and urged them to fight and Jihad for the sake of Allah
But the strange thing is knock-day news of the martyrdom, what tongue Brthaúhm the pronunciation who their loved أكبادها, nor to طمت cheeks and made her pockets, but she said with equanimity, determination and confidence:
"Thank God which honored Ba_i_hadehm, and I ask God to Ijmni them in his mercy stable"
It is not known why about this woman from event to event remains surprising, and remains in the confused
These women sneak into her heart is not her life, and the heart of her thoughts, and heal her heart, she briefly entered Islam, yes entered in Islam, which gave new concepts for everything, new concepts of life and death, patience and immortality.
I moved from the case of hopelessness and despair to the case of optimism and hope
And moved from the case of anxiety disorder to the case tranquility and stability
And moved from the state of trance and loss to the state of clarity in the goals, and directing efforts to the pleasure of the Lord of the Worlds
Yes, this is Islam, which carries the human case to case, and amounts him to the ranks of perfection, فيتخلى all vices, and possess all the merits, to stand firm in the face of time, beyond the pain of adversity, and to achieve the caliphate true that God wanted to humans successor on earth.
What if Khansa a unique case over the times and ages, it is a case of every man converted to Islam and ascertains heaven, fire and arithmetic and penalty
What Georgeah Roman, who was one of the leaders of the armies of rum in the Battle of Yarmuk, but an extension of the turning large wrought Islam, has called Khalid bin Waleed before the start of the battle to Islam Vojb him and warble his tongue Shahaadatayn, bowed his heart prostrating to the creator of heaven and earth turned to fighting with the Muslim armies cited in those the invasion was a follower, God bless them all and was one of the few who were martyred and did not worship God, one prostration.
In modern times many of those who converted to Islam and good Islam of Venbz all the ideas, values ​​and beliefs worn The story of Jeffrey you and Muhammad Asad and British singer famous Cat Stevens, who became his name later Yusuf Islam and others only see what caused Islam from the changes in the human psyche for the better and better.
Yes, it is Islam, this is a panacea that God sent us healing for what is in the soul, and the correction in the minds of the concepts, and radically coup on the reality filled with worn habits and corrupt beliefs.
This is Islam, which overcome the odds, and unites efforts, falls short of the possibilities, and says to man than yourself change the world.
Yes, we have infiltration of Islam into the hearts of many in the past and the present, Making them a model alive and clear of its impact and influence in the change, Venqlhm from the yoke of disobedience to Ezz obedience, and limits the minimum to the limits of immortality, and severity of the heart to the beast Soidaah love, compassion and Hgavh fear and undergo They were so good Example for the good of religion.
Yes, it is Islam, which introduce the world to him and Muslims in the Palace notified Besorth the spotless white wiping out the whole world and Mag temptation and adversity and appeared invitations falsehood rather than the right call and only because we have forgotten the commandment of Allah "and a witness you absent"
Praise be to Allah, Lord of the Worlds.

يبدأ التغيير من النفس


يبدأ التغيير من النفس

قال صاحبي- والعهدة عليه -: قصص هادفة ثلاث تدفع إلى التغيير بدءاً من الأدنى. قلت ما هي – رحمك الله- ؟ قال : أرهف السمع ، واروِ عني .

نعل الملك
يحكى أن ملكا كان يحكم دولة واسعة جدا. قام يوما برحلة برية طويلة. وخلال عودته وجد أن اقدامه تورمت لكثرة ما مشى في الطرق الوعره، فاصدر مرسوما يقضي بتغطية كل شوارع المملكة بالجلد .
ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل، وهو عمل قطعة جلد صغيرة تحت قدمي الملك فقط. فكانت هذه بداية انتعال الأحذية .
فإذا أردت أن تعيش سعيدا فلا تحاول تغيير العالم كله ، فلن تستطيع ، وابدأ التغيير في نفسك . ومن ثَم حاول التغيير ما استطعت.

الإعلان والأعمى :
جلس رجل أعمى على إحدى عتبات عمارة واضعا قبعته بين قدميه وبجانبه لوحة مكتوب عليها:" أنا أعمى أرجوكم ساعدوني ".
مر رجل إعلانات بالأعمى ووقف ليرى أن قبعته لا تحوي سوى قروش قليلة فوضع المزيد فيها. ودون أن يستأذن الأعمى أخذ لوحته وكتب عليها عبارة أخرى ، وأعادها مكانها ومضى في طريقه. لاحظ الأعمى أن قبعته قد امتلأت بالقروش والأوراق النقدية، فعرف أن شيئا قد تغير وأدرك أن ما سمعه من الكتابة هو ذلك التغيير
فسأل أحد المارة عما كتب عليها فكانت الآتي:" نحن في فصل الربيع لكنني لا أستطيع رؤية جماله" .
غير وسائلك عندما لا تسير الأمور كما يجب

حكاية النسر :
يُحكى أن نسرا كان يعيش في قمة أحد الجبال ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على أربع بيضات، ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي ببيضة النسر هذه وتعتني بها، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس. وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر ظن نفسه دجاجة، ووطن نفسه أن يعيش على هذا الظن .
وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور لكنه قوبل بضحكات الدجاج المستهزئة به : ما أنت سوى دجاجة ، ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور، توقف النسر بعدها عن حلم التحليق في الأعالي ، وآلمه اليأس ، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة الدجاج .
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي أصبحت أسيراً لما تؤمن به، فإذا كنت نسراً وتحلم أن تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك ممن حولك!) فالقدرة والطاقة على تحقيق ذلك في حناياك كامنتان بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى . واعلم أن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك هي التي تحدد نجاحك أو فشلك!
لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهما السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك .
وغير خطتك إذا سارت الأمور عكس ما ترغب .
وليكن شعارك قوله تعالى :
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

 دكتور عثمان قدري مكانسي

كيف تقوي ثقتك بنفسك ؟


كيف تقوي ثقتك بنفسك ؟

  من خلال هذا الدرس اخواني نتعرف على كيفية إكتساب الثقة بالنفس وهذا ما يجب على كل مسلم ومسلمة تحقيقه لذا يجب عليك أخي / أختي أن تنشر هذا الدرس على أكبر قدر من المستخدمين كي يستفيد منه إخوانك في العقيدة.

أولاً نبدأ بتعريف الثقة بالنفس ....

الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره .... هي نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به وبعكس ذلك هي انعدام الثقة التي تجعل الشخص يتصرف وكأنه مراقب ممن حوله فتصبح تحركاته وتصرفاته بل وآراءه في بعض الأحياء مخالفة لطبيعته ويصبح القلق حليفه الأول في كل اجتماع أو اتخاذ قرار .


والثقة بالنفس هي بالطبع شيء مكتسب من البيئة التي تحيط بنا والتي نشأنا بها ولا يمكن أن تولد مع أي شخص كان .

ولا يخفى عليكم أننا نسمع من أناس كثيرون شكاوى من انعدام الثقة بالنفس ويرددون هذه العبارة حتى أخذت نصيبها منهم !

النقطة الأولى والتي يجب أن نتعرف عليها هي أسباب انعدام الثقة بالنفس .... فعلينا قبل كل علاج أن نضع أيدينا على موضع الداء .... ثم نشرع بالعلاج المناسب له .

هناك أسباب كثيرة منها التالي :

1- تهويل الأمور والمواقف بحيث تشعر بأن من حولك يركزون على ضعفك ويرقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها .

2- الخوف والقلق من أن يصدر منك تصرف مخالف للعادة حتى لا يواجهك الآخرون باللوم أو الإحتقار .

3- إحساسك بأنك إنسان ضعيف ولا يمكن أن تقدم شيء أمام الآخرين بل تشعر بأن ذاتك لا شيء يميزها وغالياً من يعاني من هذا التفكير الهدّام يرى نفسه إنسان حقير ويسرف في هذا التفكير حتى تستحكم هذه الفكرة في مخيلته وتصبح حقيقة للأسف .


والنقطة الثالثة والأخيرة هي أخطر مشكلة لأنها تدمرك وتدمر كل طاقة ابداع لديك فعليك أولاً أن تتوقف عن احتقار نفسك والتكرير عليها ببعض الألفاظ التي تدمر شخصيتك مثل " أنا غبي " أو " أنا فاشل " أو " أنا ضعيف " فهذه العبارات تشكل خطراً جسيماً على النفس وتحطمها من حيث لا يشعر الشخص بها .. فعليك أن تعلم أخي / أختي بأن هذه العبارات ما هي إلا معاول هدم وعليك من هذه اللحظة التوقف عن استخدامها لأنها تهدم نفسيتك وتحطمها من الداخل وتشل قدراتها إن استحكمت على تفكيرك.

ولا تنسى أيضاً أخي / أختي أن تحدد مصدر هذه المشكلة والإحساس بالنقص ....

هناك أسباب كثيرة ومنها تستطيع أخي تحديد مصدر هذه المشكلة تمهيداً للقضاء عليها:

1- قد يكون هذا الإحساس هو بسبب فشل في الدراسة أو العمل وتلقي بعض الإنتقادات الحادة من الوالدين أو المدير بشكل مؤذي أوجارح.
2- التعرض لحادث قديم كالإحراج أو التوبيخ الحاد أمام الآخرين أو المقارنة بينك وبين أقرانك والتهوين من قدراتك ومواهبك.
3- نظرة الأصدقاء أو الأهل السلبية لذاتك وعدم الإعتماد عليك في الأمور الهامة ... أو عدم اعطائك الفرصة لإثبات ذاتك .

هذه باختصار هي بعض أسباب عدم الثقة بالنفس ولابد أخي بعد مراجعتها وتحديد ما يخصك بينها .... عليك بعدها مصارحة نفسك فليس كالصراحة مع النفس وعدم إغضاء الطرف أو تجاهل المشكلة بإيهام النفس أنها لا تعاني من مشكلة ... فالتهرب لا يحل المشاكل بل يزيد النار اشتعالاً .... ونفسك هي ذاتك .... وانت محاسب عليها أمام الله فلا تهملها يا أخي المسلم ...
الخطوة القادمة بعد تحديد مصدر المشكلة ابدأ أخي بالبحث عن حل وحاول أن تجده فلكل داء دواء ...

اجلس مع نفسك وصارحها وثق بأنك قادر على التحسن يوماً بعد يوم .... عليك أن توقف كل تفكير يقلل من شأنك ... ويجب عليك أن تعلم بأنك إنسان منتج لم تخلق عبثاً .... فالله عندما خلقنا لم يخلقنا عبثاً .... انت لك هدف وغاية يجب أن تؤديها في هذه الحياه ما دمت حياً على وجه الأرض .... الله سبحانه وتعالى عندما خاطب المؤمنين في القرآن الكريم لم يخص مؤمن دون الآخر ولم يخص مسلم دون الآخر ذلك لأن كل البشر سواسية أخي الكريم ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى ... ويكفي أن تعلم بأنك مسلم فهذا أكبر ما يميزك عن ملايين البشر الغارقين في ضلالاتهم وأهوائهم .

" النقطة الأولى " والتي يجب أن تفخر بها هي كونك انسان ملتزم خالفت من اتبع الشيطان وخالفت كل إمعة خلف أعداء الإسلام يجري تاركاً عقله وراء ظهره.

" النقطة الثانية " والتي يجب أن تكون سبباً في تعزيز ثقتك بنفسك هو أن احساسك بالظلم والإحتقار من قِبل الآخرين سواء أهلك أو اقاربك أو زملائك لن يغير في الوضع شيئاً بل قد يزيد في هدم ثقتك بنفسك فعليك الخلاص من هذا التفكير الساذج واستبداله بخير منه، فحاول استبدال الكلمات السيئة التي اعتدت اطلاقها على نفسك بكلمات تشجيعية تزيد من قوتك وتحسن من نفسيتك وتزيد من راحتها ....

يجب أن تقنع نفسك أخي مع الترديد بأنك إنسان قوي ويجب أن تتعرف على قدراتك الكامنة في نفسك .... وأنك تملك ثقة عالية وعليك من اليوم أن تخرجها.

" الأمر الثالث " هو اقتناعك واعتقادك الكامل أنك حقاً إنسان ذا ثقة عالية لأنها عندما تترسخ في عقلك فإنها تتولد وتتجاوب مع أفعالك ... فإن ربيت أفكار سلبية في عقلك أصبحت انسان سلبي .... وإن ربيت أفكار ايجابية فستصبح حتماً انسان ايجابي له كيانه المستقل القادر على تكوين شخصية مميزة يفتخر بها بين الآخرين.

يجب أن تعمل على حب ذاتك وعدم كراهيتها أو الإنتقاص منها .... وعدم التفكير في الماضي أو استرجاع أحداث مزعجة قد انتهت وطواها الزمن يجب عليك أن لا تحاول استرجاع أي شيء مزعج بل حاول أن تسعد نفسك وتفرح بذاتك لأنك إنسان ناجح له مميزاته وقدراته الخاصة .

ويجب عليك أن تتسامح مع من أخطأ في حقك أو انتقدك حديثاً أو قديماً ولا تكن مرهف الحس إلى درجة الحقد أو تهويل الأمور تأقلم مع من ينتقدك وقل رحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي .... ليس كل من انتقدك هو بالطبيعة يكرهك هذه مغالطة احذر منها أخي كل الحذر لأن التفكير بهذه الطريقة يقود للشعور بالنقص وأن كل من يوجه لي انتقاد هو عدوٌ لي ... لا .... لا تشعر نفسك بأن كل ما يقوله الأخرون هو بالضرورة حق .... لا .... عليك أولاً أن لا تجعل هذا الشيء يأثر عليك بل تقبله واشكر الطرف الآخر عليه واثبت له بأنه مخطئ إن كان مخطئ .... ولا تجعل كلام الآخرين يؤثر سلباً على نفسيتك لأنك تعلم بأن الآراء والأحكام تختلف من شخص لآخر فمن لم يعجبه تصرفي هذا لابد وأن أجد شخص يوافقني عليه .... وإن فشلت في هذا العمل فلن أفشل في غيره .... وكلام البشر ليس منزلاً كي أؤمن به وأصدقه وأجعله الفاصل.

أخي وكما قلنا .... لا تعطي نفسك المجال للمقارنة بين ذاتك وبين غيرك أبداً احذر من هذه النقطة لأنها تدمر كل ما بنيته ..... لا تقل لا يوجد عندي ما قد وهبه الله لفلان ... بل تذكر أن لكل شخص منا ما يميزه عن الآخر وأنه لا يوجد انسان كامل ... ولا بد أن تعي أيضاً أن الله قد وهبك شيئاً قد حرمه الله من غيرك ..... يجب أن تعيش مع ذاتك كإنسان كريم حاله حال ملايين البشر لك موقع من بينهم لا تعتقد بأنك لا شيء في هذا الكون بل أنت مخلوق قد أكرمك الله وفضلك على كثير من خلقه .

وهنا نقطة مهمة ألا وهي التركيز على قدراتك ومهاراتك الذاتية وهواياتك وإبرازها أمام الآخرين والإفتخار بذاتك ( والإفتخار أخي لا يعني الغرور ) فهناك فرق بينهما .... فكر بعمل كل ما يعجبك ويستهويك ولا تسرف في التفكير بالآخرين وانتقاداتهم ... لا تهتم ولا تعطي الآخرين أكبر من أحجامهم ... عليك أن ترضي نفسك بعد رضى الله ... وما دمت أخي تعمل ما لم يحرمه الله فثق بأنك تسير في الطريق المستقيم ولا تلتفت للآخرين.

ان الأشخاص الذين يعانون من فقدان الثقة بأنفسهم هم يفقدون في الحقيقة المثال والقدوة الحسنة التي يجب أن يقتدوا فيها حق الإقتداء ..... ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أسوة حسنة وأمثلة عظيمة ... عليك أخي أن تقرأ هذه السير وتدرسها وتتعمق بها وتقتفي أثرها .... حتى تكوّن شخصية إسلامية قوية ذات ثقة كبيرة بذاتها قادرة على مواجهة الظروف الصعبة القاسية.

وعليك من اللحظة أن تتذكر جميع حسناتك وترمي بجميع مساوئك البحر وحاول أن لا تعرف لها طريقاً ..... تذكر نجاحاتك وإبداعاتك ..... وتجنب تذكر كل ما من شأنه أن يحطمك ويحطم ثقتك بذاتك كالفشل أو الضعف.

اعطي نفسك أخي فرصة أخرى للحياه بشكل أفضل .... اقبل بالتحدي .... وقلها صريحة لزميلك ... أو صديقك .... " سأنافسك وأتفوق عليك بإذن الله تعالى " ولا تعتذر أبداً عن المنافسة مهما كانت ومهما مررت بفشل سابق بها .... تجنب قول أنا لست كفءً لهذه المنافسة أو أني لست بارعاً في هذه الصنعة ... بل توكل على الله عز وجل واقتحم وحاول بكل ثقة .... حينها أضمن لك بأنك ستنجح بالتأكيد.

افعل ما تراه صعباً لك تجد كل الدروب فتحت لك .... فتش عن كل ما يخيفك واقتحمه ستجد بأن الخوف قد تلاشى ولا وجود له .....

حاول أن تكون إنسان فاعل ولك أعمال مختلفة ونشاطات واضحة أبرز ابداعاتك ولا تخفيها أبداً حتى لو واجهت انقاداً من أحد فحتماً ستجد من يشجعك وتعجبه أعمالك .... هذه قاعدة يجب أن تتخذها " لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع " فلا تظلم نفسك بالإستماع لما يحطمك ويحطم كل ابداع تحمله .

ابدأ يومك بقراءة الأذكار والقرآن الكريم وإن استطعت كل صباح بعد صلاة الفجر قراءة سورة ياسين فافعل فلها تأثير عظيم على النفس وتبعث الهدوء والطمأنينة كما هو الحال في باقي الآيات الكريمة.

فكر بجدولك لهذا اليوم ..... وماذا ستخرج منه لما يعود على ذاتك بالنفع والحيوية.

حدث نفسك وكن صديقها وتمرن على الحديث الطيب فالنفس تألفه وتطمئن له وتركن له .... فلا تحرم نفسك من هذا الحق لأنك أحق الناس بسماعه والتدرب على قوله لذاتك ..... الكلام الإيجابي الذي من شأنه أن يبني ثقتنا بأنفسنا ويدفعنا لمزيد من التفائل بحياة أفضل بعون الله تعالى.

عند كل مجلس حاول أن يكون لك وجود وحاور وناقش مرة تلو الأخرى سوف تعتاد وسيصبح الحديث بعدها أمراً يسراً .... درب نفسك وقد تلاقي بعضاً من الصعوبة في ذلك بداية الأمر ولكن احذر من أن تثني عزيمتك التجربة الأولى بل اجعلها سلماً تصعد به إلى أهادفك وغاياتك وأبرز وجودك بين من حولك فهذا يزيد من ثقتك بنفسك ويعزز الشعور بأهمية ذاتك.

مساعدتك للأخرين تعزز ثقتك بنفسك ..... الظهور بمظهر حسن لائق يعزز من ثقتك بنفسك ..... فلا تهمل ذاتك فتهملك .

ولا تنسى أخي أن القرآن فيه شفاء فالزمه ولا تحيد عنه واتبعه وتوكل على الله في كل أمر واعلم بأن الله بيده كل شيء فلا داعي للقلق من المستقبل أو الهلع من الحاضر فكل هذا لو اجتمع على قلب مؤمن ما هز في جسده شعرة وهذا دأب المؤمن وحاله في كل زمان ومكان .... هادئ البال .... مطمئاً لجنب الله، متوكل على الحي الذي لا يموت ... مرطباً لسانه بذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

خاطرة: (النفس المروضة)


خاطرة: (النفس المروضة)

إن النفس بطبعها مستعلية متطاولة على السوء تبحث عما يرضي شهواتها ويوافق هواها ويشبع غرورها ولا تسعى في تحقيق الكمالات وبلوغ العاليات. وإن ازدراء النفس وترويضها وكبح جماحها يزكيها ويصقلها ويهذبها من الأدران و السفاسف. إن أعظم ما يبلغ المرء المعالي ويجعله في مصاف الكبار ازدراء النفس والقدرة على التحكم بميولها ورغباتها واهتماماتها. ومن ازدرى نفسه وضبطها أخلص في عبادته وغمر قلبه بمشهد الإحسان والتأله والافتقار للمولى وأصلح حاله وفاضت روحه بالإحسان للغير وسلم من الكبر والخيلاء. ومن أطلق لنفسه هواها ولم يلجمها بلجام الحكمة والأدب تعالت وتمردت واستعدت عليه كما يستعدي السبح الضاري ولبست لباس الكبرياء والعجب ومنت على المولى في عبادة مهلهلة واستهانت بحقوق الخلق. والنفس إذا تركت بلا زمام تجبرت وقادت صاحبها للمهالك والآثام وأصيبت بداء العظمة وصارت تقود الإنسان كما يقاد العبد الذليل المقيد. والشديد من ملك نفسه في الغضب فلم يتعد حدود الله وملك نفسه في الفرح فلم يأمن مكر الله وملك نفسه في الحزن فلم يتسخط لقدر الله وملك نفسه في الخوف فلم يقنط من رحمة الله. والنفس لها أحوال تارة تقبل وتارة تدبر والحكيم من راعى ذلك وساسها حسب الحال والعمل والعاقبة فإذا أقبلت على الشهوات زجرها وخوفها وإذا أدبرت عن الطاعات رغبها وحفزها. ومن روض نفسه على الطاعة وقسرها على ذلك ذاق المرارة في أول الوقت ثم صارت كالشهد بلسما لروحه وحياة لقبله ونعيما لفؤاده بها تطيب حياته وبدونها تشقى

خالد بن سعود البليهد